المصورون تختلف صورهم؛وكل مصور يحاول أن يقنعك أن هذا الذي شاهده واستوقفه وشده ويستحق النشر، وبالتالي يلتقط المصور فكرة الصورة المستهدفة، ومسألة الإعجاب بمنظر الصورة تعتمد على ذوق من يرى!
ويختلف الأمر لدى الكاتب الذي لا يلتقط الفكرة بل الفكرة هي من تلتقطه حتى هو يكتبها ويبدع فيها،والكاتب من خلال كثرة قراءاته تتكون في مخزون عقله مجموعة من الأفكار النيرة وتتدفق عليه مثل تدفق الماء الملىء بالخزان!
صحيح أن الكتابة تأتي من الأحداث التي نعيشها في محيطنا وأيضاً من جراء متابعتنا لنفس تلك الأحداث المماثلة،وتلاقي الكثيرون من الكتاب يكتبون عن نفس الحدث ولكن من زواية مختلفة ومتعددة وبطريقة لا يمكن أنها تشبه أي كاتب آخر.
مثلما نحن نختلف في الطباع والألوان والأشكال،أيضاً نحن نختلف في القراءات وفي سرد المفردات وفي تنوع الثقافات،وكلاً وله جمهوره وذوقه، لا أحد أحسن من أحد في مجال الفكر والأدب والإبداع.
والمقارنات بين الكتّاب ظالمة في منهم من يتدرج على السلالم حتى يكون في قائمة المبدعين،ويوجد منهم من هو سابق غيره بخطوات ضوئية،الأخير تقدر تكن مثله بشرط إذا صبرت واجتهدت وحافظت على شغفك!
وفي حاجة وهمسة لكل كاتب مبتدئ: ترى غالبية الكتّاب كانوا في هواية مختلفة وعاشوا تحت ظروف صعبة،والصدفة هي من قادتهم للدخول في هذا المجال فبإمكانك اللحاق بالركب مثلك مثل غيرك،وشرطاً أن تسلك لك خطاً مختلفاً عن الآخرين وتبدأ من حيث انتهوا. ملاحظة قبل الختام والنهاية اختر من تقرأ له بعناية فائقة فهذا له بالغ الأثر على فكرك وأسلوبك في الكتابة،وفي ناحية مهمة جداً وهي القراءة التدريجية بالبدايات اختر الكتّاب الذين يكتبون السهل الممتنع،ومع الوقت قد تتطور قراءتك نحو الأعلى والأقوى،العقل مع القراءة يشبه العضله في رفع الأوزان بالتدريج حتى الوصول لمرحلة أنك تكون قادراً على حمل الثقيل!
ختاماً:غالباً المجال الذي تدخل فيه فجأة تبدع فيه،وتكون لك بصمة وأثر لا ينسى،ومن خذلتهم المجالات الأخرى أنصفهم مجال الكتابة واحتضنهم.
المشاهدات : 5767
التعليقات: 0