الشهامة والنخوة هما جوهر الإنسانية، يعكسان نبض القلب الحي الذي لا يعرف الأنانية ويغمره الإيثار ويكسيه حُب الخير لمن حوله. هاتان القيمتان ليستا مجرد كلمات تُقال أو عبارات تُكتب، بل هما سلوكٌ راسخ ينبع من قلوب أولئك الذين يؤمنون أن الخير لا يكمن في العطاء فحسب، بل في التضحية والانتصار للحق في اللحظات التي يحتاج فيها الآخرون.
الشهامة ليست مقتصرة على المواقف الكبرى، بل تظهر في التفاصيل اليومية، في اللحظات التي يواجه فيها الإنسان صعوبة، فيقف الشهم إلى جانب من يحتاجه دون انتظار مقابل. إنها الأفعال التي تصنع الفارق وتظل خالدة في الذاكرة.
أما النخوة، فهي الاستجابة السريعة في الأوقات الحرجة، وهي فعل يتجاوز التفكير ليظهر في موقف فعلي يدفع الشخص للوقوف مع الآخرين دون تردد. هي التضحية والتعاون في أقوى صورها.
النخوة ليست مجرد رد فعل، بل هي قيمة إنسانية تُظهر قوتك في مواجهة التحديات، سواء في حماية الضعفاء، أو الوقوف مع من يحتاج إلى دعم. إن الشهامة والنخوة معًا تشكلان صورة رائعة للتضامن الاجتماعي، حيث تعمل على تعزيز الروابط الإنسانية، مما يساهم في بناء مجتمع أقوى وأكثر تماسكًا.
في عالم يعج بالأنانية، تظل الشهامة والنخوة مصابيح تضيء الطريق للأمل والتعاون. وكلما كانت هذه القيم حاضرة في حياتنا، زاد التآلف بين الناس، وعمّت الرحمة في أرجاء المجتمعات. ولعلني هنا أُشيد بما يقدمه المجتمع السعودي في تجسيد هاتين القيمتين، فقد ضرب أروع الأمثلة وسّطر أصدق القصص في تفانيه ونبله، وجعل من الشهامة والنخوة سمة تميز مسيرته في شتى المواقف. وهذا مدعاة للفخر والشكر، ويجب أن يظل مصدر إلهام لكل المجتمعات.
الكاتبة/زايده حقوي
جازان