الخميس, 16 رجب 1446 هجريا, 16 يناير 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الخميس, 16 رجب 1446هـ

الفجر
05:45 ص
الشروق
07:08 ص
الظهر
12:32 م
العصر
03:35 م
المغرب
05:56 م
العشاء
07:26 م

الموجز الأخبار ي »»

سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة يلتقي المشاركين في برنامج الزائر الدولي من الصم وضعاف السمع

جمعية “إنسان” تحتضن أكثر من 3500 متطوعاً ومتطوعة خلال العام الماضي 2024

نجاح باهر لمعرض الحج والعمرة 2025 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وسط حضور مميز وشخصيات بارزة

الجمعية الخليجية للإعلام السياحي تشارك في احتفالية اليوبيل الذهبي لجمعية الصحفيين الإماراتية

التخلي يوم العصف: خيانة للأسرة و الشريك في أوقات الأزمات

خالد السالم يبرز دور الهيئة الملكية في مؤتمر التعدين الدولي الرابع

انطلاق منافسات بطولة نخبة الهوكي للرجال بالرياض

حفظ اللسان: عبادة عظيمة ودليل على الورع والتقوى

“التصفيات النهائية للمسابقة الوطنية الثانية لحفظ القرآن الكريم في سريلانكا تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية”

خالد السالم يبرز دور الهيئة الملكية في مؤتمر التعدين الدولي الرابع”

أمير الشرقية يُدشن النسخة العاشرة من مهرجان تمور الاحساء

الدفاع المدني يستعرض طائرة دون طيار للبحث والإنقاذ في مؤتمر ومعرض الحج 2025 م بجدة

المشاهدات : 6351
التعليقات: 0

التخلي يوم العصف: خيانة للأسرة و الشريك في أوقات الأزمات

التخلي يوم العصف: خيانة للأسرة و الشريك في أوقات الأزمات
https://www.alshaamal.com/?p=282460

الحياة الأسرية تشبه كثيرًا مركبا يتوسط بحر الحياة، بحر واسع مليء بالأمواج المتلاطمة والرياح العاتية، مع سفينة تبحر فيه. بعض الأوقات تمر السفينة بهدوء، تحلق بها الرياح إلى حيث الهدوء والسلام، بينما في أوقات أخرى، تظهر العواصف العاتية، وتختبر قوة السفينة وصلابة من يقودها و تكاتف ركابها،إن الحياة الأسرية ليست مجرد مكان هادئ و ايام سعيدة و لحظات نتذكرها، بل هي رحلة تتضمن مواجهات وتحديات تحتاج إلى تكاتف دائم، وفي اللحظات العصيبة، يمكن أن تُختبر هذه العلاقة بشكل صعب للغاية. ما بين الشكوك و الاوهام و الظنون التي تشكك في الأساس الذي بنيت عليه العلاقة او مدى الالتزام من الطرف الاخر، والغضب الذي يتسبب في اتخاذ قرارات مدمرة، يكون من السهل أن تهتز تلك السفينة. لكن الأكثر خطورة هو “التخلي يوم العصف”، حين ينسحب أحد الأطراف في الوقت الذي يكون فيه التكاتف هو الحل الوحيد للحفاظ على استقرار الأسرة. في هذا المقال، نستعرض كيفية تأثير الشكوك والغضب على القرارات في حياتنا الأسرية، وكيف يؤدي التخلي في أوقات الأزمات إلى تهديد استقرار الأسرة بالكامل، مقارنًا إياه بالتولي يوم الزحف، و هو الخيانة الاعظم للاوطان حين تنقلب الأمور بشكل قد يؤدي انسحاب فرد واحد إلى الكوارث.

الأسرة: مركز الحياة وسط بحر متلاطم

يمكن تشبيه الأسرة بمركب قوي وثابت وسط بحر متلاطم، يشهد تحولات هائلة بين الهدوء والاضطراب. على الرغم من أن الحياة قد تمر أحيانًا بهدوء، حيث يسير الجميع نحو أهدافهم المشتركة في تناغم، فإن التحديات الحياتية دائمًا ما تظهر مثل الأمواج العالية والرياح العاتية التي تهدد بقاء تلك السفينة. في وسط هذا البحر او تحرفها عن وجهتها، تأتي مشكلات الحياة التي تمثل تلك العواصف والأمواج التي تقتحم السفينة فجأة، لتضع كل فرد أمام اختبار حقيقي: هل سيتمكنون من البقاء سويًا ومواجهة هذه الأمواج، أم سيتخلى البعض عن السفينة في وقت الحاجة؟

التأثير المدمر للشكوك والأوهام و الاستنتاجات الخاطئة على القرارات الأسرية

من بين أكبر التحديات التي تهدد استقرار الأسرة في الأوقات العصيبة هو تأثير الشكوك والأوهام التي تترسخ في أذهان بعض الأفراد و الاستنتاجات الخاطئة التابعة لها. هذه الشكوك تكون بمثابة الرياح الباردة التي تقتحم السفينة وتدفع إلى التمزق، رغم أنها في كثير من الأحيان لا تكون سوى أوهام غير حقيقية او شكوك مبنية على الظن او سوء الظن او احيانا تكون استنتاجات كبيرة مبنية على احداث صغيرة لا ترتبط بواقع تسلسل الامور الطبيعية.

كيف تتسلل الشكوك؟

الشكوك تبدأ في العادة من عدم وضوح الصورة، من سوء الفهم، أو حتى غياب التواصل بين الطرفين او الاحراج من المصارحة او ما يندمج تحت مسمى الخصوصية و حدود الخصوصية الذي يختلف من مفهوم شخص لاخر. قد يتسلل الشك عبر تصرف بسيط، كلمة غير مفهومة، أو حدث غير مهم ، أو تواصل مع شخص لا قيمة له، أو عدم ذكر معلومة تافهه من وجهة نظر أحد الأطراف أو تفصيل بسيط في موضوع عابر كما يحدث من غياب الاهتمام الذي يُترجم إلى تقلبات نفسية، كل ذلك قد يؤدي إلى أوهام. تلك الأوهام قد تصبح بمثابة العاصفة التي تهدد العلاقة، وتدفع أحد الأطراف إلى اتخاذ قرارات مدمرة بناء على سوء الفهم و الشكوك و الظنون.

تأثير الشكوك على القرارات

عندما يسود الشك في العلاقة، يصبح من السهل أن يتخذ أحد الأطراف قرارات عاطفية غير واعية قد تؤدي إلى العواقب الوخيمة. قد يعيد الطرف المشكك تقييم العلاقة بشكل سلبي، ويبدأ في استنتاج سيناريوهات وهمية قد تزعزع الثقة بينه وبين شريكه. هذا التوتر يؤدي إلى تحركات انفعالية قد تضر بالعلاقة، مثل الخيانة أو الانسحاب في الأوقات الحرجة.

الغضب: العدو الصامت الذي يدمر القرارات السليمة

الغضب هو العاصفة الداخلية التي لا يُمكن التنبؤ بها، فحتى في أوقات الهدوء، قد يندلع البركان فجأة بناء على الاوهام و التخيلات و الشكوك سابقة الذكر فيحدث دمارًا غير متوقع. عندما يغضب أحد الأطراف، تصبح الأزمات الصغيرة مشاكل كبرى. فالدماغ في حالات الغضب لا يعمل كما ينبغي، حيث يصبح العقل غير قادر على التفكير المنطقي واتخاذ القرارات السليمة نتيجة لسيطرة الغضب على آليات الوعي و الادراك و التحليل و المنطق.

الغضب وتأثيره على اتخاذ القرارات

في لحظات الغضب، يتسم العقل البشري بالسلبية والاندفاع. تكون المشاعر مهيمنة على التفكير العقلاني، ما يجعل الفرد يتخذ قرارات انفعالية لا يمكن الرجوع عنها بعد ذلك. تتضخم المشاعر السلبية مثل الكراهية أو اللوم، وتغطي على الواقع، مما يؤدي إلى قرارات مدمرة مثل الانفصال، إطلاق الاتهامات الجارحة، أو اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى تدمير العلاقة إلى الأبد.

أمثلة على القرارات المدمرة في لحظات الغضب
الهروب و الاختفاء و قطع التواصل دون انذار
الانفصال الفوري دون محاولة للتفاهم.
إلقاء اللوم على الآخر وتوجيه كلمات جارحة في الصميم تحدث جروحا عظيمة في نفس الطرف الاخر.
اتخاذ إجراءات متسرعة تضر بالأسرة و الاستقرار و سمعة الفرد و الاسرة

التخلي يوم العصف: الخيانة في أوقات الأزمات

التخلي يوم العصف ليس مجرد غياب، بل هو خيانة حقيقية لأحد الأطراف في أشد لحظات الحاجة. في أوقات الأزمات، تكون الأسرة بحاجة إلى كل فرد فيها للوقوف معًا والتكاتف، وأي انسحاب في تلك اللحظات يعتبر بمثابة “خيانة”. يمكن تشبيه هذا بالمصطلح العسكري الشرعي “التولي يوم الزحف”، حيث يكون التولي في اللحظات الحاسمة لا أقل من خيانة للوطن، وفي حالة الأسرة، هو خيانة للشريك والاسرة.

ما هو التخلي يوم العصف؟

هو أن ينسحب أحد الأطراف من العلاقة في أشد أوقات الحاجة، حين يكون التكاتف هو الحل الوحيد لعبور العاصفة. قد يكون هذا نتيجة لفقدان القدرة على التحمل، أو بسبب تسيُّد الغضب أو الشكوك.
كما أنه قد يحدث بسبب شعور أحد الأطراف بعدم التقدير، مما يدفعه للانسحاب بدلاً من المواجهة.

التأثير المدمر للتخلي

إحساس بالخذلان: يشعر الطرف المتخلي عنه بالخذلان، حيث يُدفع للشعور بعدم الأمان.

تدمير الثقة: يؤدي التخلي إلى انهيار الثقة بين الأطراف، ما يجعل استعادة العلاقة أمرًا صعبًا.

إصابة العلاقة بالخلل: مع مرور الوقت، قد تصبح العلاقة هشة، ويصعب بناء الثقة من جديد.

كيف نتجنب التخلي في الأوقات العصيبة؟

التواصل الفعّال: يجب أن يكون الحوار هو الوسيلة الرئيسية لحل الأزمات، دون فرض أفكار مسبقة أو التسرع في اتخاذ القرارات.
التفكير قبل اتخاذ القرار: لا تتخذ قرارات هامة أثناء الغضب أو الشعور بالإحباط. اعطِ نفسك الوقت الكافي لتهدئة مشاعرك.
العمل على تقوية الثقة: يجب أن تبني علاقة قائمة على الثقة المتبادلة، وأن تضع نفسك مكان الشريك لتفهم مشاعره.
التعاون والتكامل: يجب أن يتكاتف الجميع في أوقات الأزمات، لأن الأسرة لا تبقى قوية إلا بتعاون أفرادها.
طلب المساعدة: إذا كانت المشكلة أكبر من قدرة الفرد على حلها، لا تتردد في طلب المساعدة، من افراد الأسرة الآخرين الغير منخرطين في الخلاف أو الأصدقاء او الاستشاريين الأسرين.
التنازل عن بعض الآراء أو الحقوق و التنازل عن الاوهام و البحث عن نقطة تلاقي ببعض التضحيات من افراد الأسرة.
عدم التركيز على صغار الامور .
التغاضي عن بعض الأخطاء و الهفوات و الزلات.
تغليب حسن النية و حسن الظن عند النظر الى تصرفات الطرف الاخر بشكل عام و دائم .

الخاتمة: الصمود أساس الاستقرار الأسري

عندما تشتد العواصف وتظهر التحديات، لا يمكن للأسرة أن تصمد إذا تخلى أحد الأطراف عن دوره. الصمود في وجه العاصفة هو ما يجعل السفينة العائلية تقاوم وتستمر في رحلتها. لا تختر الانسحاب عندما يشتد الزخم، لأن التخلي في هذه اللحظات يضر بك وبمن حولك. فقط بالصبر والتعاون، يمكن أن تتحقق الاستمرارية والنجاح في مواجهة أي أزمة.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>