الوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها بل هو كيان يسكن في قلوبنا وذكريات تترسخ في وجداننا إنه البيت الكبير الذي يحمينا ويمنحنا الأمان والكرامة.. وفي العيد الوطني للكويت تتجدد مشاعر الفخر والانتماء ويعبر الشعب الكويتي العظيم عن حبه ووفائه لهذه الأرض الطيبة..
الوطن هو الهواء الذي نستنشقه وهو الأرض التي نعشق ترابها وهو الماضي الذي نفتخر به والمستقبل الذي نحلم به؛ نولد فيه ونكبر في أحضانه وندافع عنه بأرواحنا..
تظل الكويت دائمًا مختلفة بمواقفها النبيلة وأعمالها الخيرية ونهجها الإنساني الذي جعلها مثالاً يُحتذى به في العالم.. فهي ليست مجرد دولة ذات موقع جغرافي أو اقتصاد قوي بل هي نموذج مشرّف للعطاء الإنساني والتعاون الدولي..
لطالما ارتبط اسم الكويت بالخير والمساعدات الإنسانية حيث امتدت أياديها البيضاء إلى مختلف بقاع الأرض دون تمييز بين جنس أو عرق أو دين.. وقد أطلق عليها العالم لقب “مركز العمل الإنساني” كما لُقِّب أميرها الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله بـ “قائد العمل الإنساني” تقديراً لدور الكويت البارز في دعم المحتاجين وإغاثة المنكوبين في كل مكان..
المؤسسات والجمعيات الخيرية الكويتية تعمل بلا توقف فالكويت تساهم في بناء المستشفيات والمدارس وحفر الآبار وإقامة المشاريع التنموية التي ترفع من مستوى معيشة المجتمعات الفقيرة.. وهذا العطاء لم يكن يوماً مشروطاً أو محدوداً بل هو نابع من ثقافة الشعب الكويتي وقيمه الأصيلة، أن ما يميز الكويت عن غيرها هو سياستها الحكيمة والمتزنة، حيث تبنّت دائماً نهج الحوار والدبلوماسية الهادئة في التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية.. وبفضل هذا النهج أصبحت الكويت دولة تحظى باحترام الجميع وتسعى دائماً لرأب الصدع وحل النزاعات انطلاقاً من إيمانها بأن السلام والتعاون هما أساس التقدم والازدهار..
تتمتع الكويت بعلاقات قوية مع مختلف الدول حيث تقوم على مبادئ الأخوة والتعاون المشترك كما أنها تلعب دوراً بارزاً في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي.. وتحرص على تعزيز التفاهم بين الشعوب من خلال المبادرات الدبلوماسية والإنسانية .
في هذه المناسبة العزيزة ندعو الله أن يحفظ الكويت من كل مكروه وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار.. اللهم بارك في قادتها وشعبها وأدم وحدتها واجعلها دائماً واحة خير وسلام.. وكل عام والكويت وشعبها الكريم وقيادتها الحكيمة بخير شامخةً ومزدهرةً.