أنت

القصص القرآني محملة برسائل سماوية ومعجزات إلهية ولها تأثير على مر العصور سواء فكرياً او نفسياً واجتماعياً،
سلسلة من الاحداث والعظات تهذبنا تعلمنا الصبر والعفة والعمل والسعي للتغيير وكيف أن الثقةبالله وحسن تدبيره وحلاوة الايات، لان إحسان الظن بالله هو من أطواق النجاة ومع المعمة والضغوط
انها مريم ..
يقول الله لمريم :
(كلي واشربي وقري عينا)
فاكتمال مقومات العيش والاستعانة بالإمكانيات ليحصل لمريم قرارة العين والروح
وهو نداء ( فكلي وأشربي )
تأمل نداء الله لمريم بآية تنجلي وتنقشع خلالها كل معارك الخوف
(الاتخافي ولاتحزني )
ثم اخبرها ان الله
(وماكان ربك نسيا)
إن الجهد والسعي والتعب والتكسب
لايقاس بمقاييسنا كبشر، هي رزق مقدر محفوظ لك بلا حساب (ان الله يرزق من يشاء بغير حساب)
– مريم عليها السلام فاقت وسادت نساء العالمين في طهرها وعفتها، واصبحت سورة في اعظم كتاب أنزله الله ،
المؤمن الصادق في ايمانه محسن الظن بالله فمهما مرَّ من ضُر أو محنة أو فتنة أو مصيبة فموقف مريم الصعب والمهيب كان الله هو الملاذ والمستعان ،،
وتتوالى المعجزات
فأنطق الله الطفل بالمهد فينطقه الله وهو إبن ساعات ويكلم الناس ويقدم نفسه إليهم ويبرئ ( أُمه) من كل تهمة وهي هنا تتجلى في قدرة الله وسلطانه وعظم معجزاته،فكان الرد
من مريم
(فاشارت اليه) تعطلت مفردات الكلام ، وجاءت لغة الصمت الأقوى ( فأشارت اليه ) ،
فردوا عليها ( كيف نكلم من كان في المهد صبيا )
فرد الطفل المعجزة ( قال إني عبدالله )،
مريم القانتة التي حملت في بطنها مابين النبوة والحكمة دروس عظيمة :
المؤمن القوي بربه لايخشى من أمر الله شيء فالله هو المهيمن الجبار ،
الاراده كلها لله جلَّ وعلا
فيعتري حياتنا الضعف والمصائب والموانع وكلها تحت مشيئة الله وان اختياره لايخطيء أبداً والصالح من تيقن ذلك،
– الأم وماتمر به من الالام الحمل والمخاض يجعلها موفقه للثواب الجزيل والاجر من الله ( فحملته فأنتبذت به مكانا قصيا فأجاها المخاض إلى جذع النخله قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا)
رغم ماتعانيه من ألم وخوف وضعف امرها الله العظين بهز النخلة ( وهزي اليك بجذع النخلة )( تساقط عليك رطباً جنيا)
وهنا نعلم ضروره الأخذ بسنن التغيير والعمل والخروج من دائرة التعب والهم والغم ،
– تزكيه الله سبحانه وتعالى لمريم ( ان الله اصطفاك )
(وطهرك)
(واصطفاك على نساء العالمين)
اختيار الله وانتقاءه لبعض البشر شرف وعظمة
– كل مغزى له معنى عندما تتولاى بشارات الله في هيبة ووقار (ان الله يبشرك )
(وجيهاً في الدنيا والآخرة)
علو الشأن وارتفاع المنزلة شرفاً وكرامة ،
– النشأة القويمة والتربية الصالحة
هدف هام وسام للحياة المتزنة الصحيحه (وَإنِّي أُعِيذُهَا بكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
– ( ماكان ابوك امرا سوء وماكانت امك بغيا )
– ⁠سمعة اهلك واسرتك حصانة لك ،
– ⁠الاخ هو السند بعد الله ( يااخت هارون )حافظ على منظومة عائلتك.
– التحصين سلاح متين .
– أخطر مرحلة نفسية ربما يتورط بها الفرد هي
الخدر النفسي،
التخدير النفسي هو
التكيف مع الألم إلا مريم قاومت واكلت وشربت وهزت النخلة لتذوق حلاوة الرطب بعد مخاض الولادة ومخاض تهمة الناس لها .
– ‏النفوس العظيمة تلتقط كل إشارات الفأل مهما بدأت بعيدة وخافتة لثقتها بوعد الله ”
– ⁠ الصمت لغة راقية لايتقنها الا من أُتي خيرًا كثيرا ،
( فاشارت اليه )
فهو حكمة واسلوب ومهارة لابد من تعلمها ، لان الصمت احيانا صدقة على فقراء الادب ، فالصمت قد يكون تقرير وتوكيد لامر حدث ،
وقد يكون افحام وتسكيت ،
فالصمت احياناً ابلغ من الرد واقوى ،
– والأشدُ منَ الحُزن .. شَرحُه لذا تعلق بالله وكفى .
– ⁠التروي وترك الناس لله لذلك التفكير صعب ؛ لذلك معظم الناس يطلقون الأحكام بلا رحمة .
– ⁠الصبر والقوة أن تَبدو مُلتئماً بينما أنت مُصاب .
– من ثنايا الاحداث ،سوف يأتي يومٌ تدركُ فيه، أن طَـيّ صفحةٍ ، هو أفضلُ من فتحها.
– لاتسمح لانتقاد الآخرين أن يخفض تقديرك لنفسك.
– لاتسمح لكلام شخص ما أن يعكر عليك يومك أو ليلتك.
– لاتسمح ليومٍ مضى أو يومٍ لم يأتِ بعد أن يشتت هدوءك واستمتاعك باللحظة.
– لاتسمح لمشكلة عابرة أن تطغى على كل حياتك.. والدنيا كلها عابرة.
– وفي التخلي عن تنميط الناس لك حياااااة
– ⁠ادركت مريم معنى النضج وهو أن تدرك…أن معظم الأشياء لاتستحق ردة فعل،
– ⁠ الله لايريد الحزن للنساء،قال تعالى”ڪي تقر عينها ولا تحزن “وقال سبحانه”أن تقر أعينهن ولا تحزنّ” وفي سورة مريم: “فناداها من تحتها ألا تحزني” وفي القصص”ولا تخافي ولا تحزني”.
– ⁠حزن المرأة عميق ومشاعرها رقيقة والحزن يفقدها جمالها ويزيدها ضعفًا. وعلميًا يؤثر علي غددالمرأة الانثوية، فكم حزينة لم تنجب، وكم حزينة تساقط شعرها، وكم من حزينة شحب لونها، وقلَّ عطاءها .
أخيراً ..
– ” يَا اللهُ
مِثلَما عَانقتَ حُزنهَا بِـ ” ألاَّ تَحزنِي ”
ضُم قلوبنا وارحمها، وَمِثلمَا أزلتَهُ بِـ ” كُلِي واشْربِي وقُرِّي عَيْناً ” امسَحْ عَلى قَلوبنا يَا اللهُ بالإيمان*
لسنا خيطاً فِي ثَوبِ مَرْيَمْ، ولكنَّنا مُتعلِّقين بحبال رحمتك وجودك وعَطفِك؛ وأنتَ الكريم المنان*
لاَ تقطَع رجاءنا يالله ”
يانساء العالمين
هذه مريم .

وللحديث صلة
الورّاق
المستشار
مشبب بن ناصر المقبل