الأحد, 16 رمضان 1446 هجريا, 16 مارس 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الأحد, 16 رمضان 1446هـ

الفجر
05:12 ص
الشروق
06:30 ص
الظهر
12:30 م
العصر
03:55 م
المغرب
06:31 م
العشاء
08:01 م

الموجز الأخبار ي »»

أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس محكمة الأحوال الشخصية بالدمام ويهنئه بمناسبة تعيينه

الأرصاد: أمطار رعدية غزيرة وزخات برد على عدة مناطق بالمملكة اليوم

بأقل من دقيقتين.. فرق الإسعاف تنقذ معتمرًا جزائريًا بعد توقف قلبه في الحرم المكي

أمين منطقة حائل يتفقد سير فعالية “وسط البلد” في سوق برزان ويشدد على تعزيز الامتثال والمعايير التنظيمية

وزارة الصحة في حائل تحتفل باليوم الخليجي للمدن الصحية 2025 بمبادرات رياضية وتوعوية

استدماع النياط

رمضان في السعودية.. أجواء روحانية وفعاليات استثنائية تنتظرك

جمعية “شفيعاً” تطلق رحلة عمرة مجانية لذوي الإعاقة وكبار السن في أجواء روحانية مميزة

جمعية «صواب» تطلق مشروع «العزيمة» بمنهج متكامل للتعافي من الإدمان في جازان

“صحتك في 5 خطوات” .. بالفيديو: طبيب يكشف عن أهم الفحوصات لجميع الأعمار

جمعية كيان للأيتام تلبّي دعوة الأمير عبد العزيز بن خالد لحضور الإفطار الجماعي

جمعية الأسر الاقتصادية تطلق هويتها الجديدة تحت شعار “أُسر” ولون الخزامى

أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس محكمة الأحوال الشخصية بالدمام ويهنئه بمناسبة تعيينه

الأرصاد: أمطار رعدية غزيرة وزخات برد على عدة مناطق بالمملكة اليوم

بأقل من دقيقتين.. فرق الإسعاف تنقذ معتمرًا جزائريًا بعد توقف قلبه في الحرم المكي

أمين منطقة حائل يتفقد سير فعالية “وسط البلد” في سوق برزان ويشدد على تعزيز الامتثال والمعايير التنظيمية

وزارة الصحة في حائل تحتفل باليوم الخليجي للمدن الصحية 2025 بمبادرات رياضية وتوعوية

استدماع النياط

رمضان في السعودية.. أجواء روحانية وفعاليات استثنائية تنتظرك

جمعية “شفيعاً” تطلق رحلة عمرة مجانية لذوي الإعاقة وكبار السن في أجواء روحانية مميزة

جمعية «صواب» تطلق مشروع «العزيمة» بمنهج متكامل للتعافي من الإدمان في جازان

“صحتك في 5 خطوات” .. بالفيديو: طبيب يكشف عن أهم الفحوصات لجميع الأعمار

جمعية كيان للأيتام تلبّي دعوة الأمير عبد العزيز بن خالد لحضور الإفطار الجماعي

جمعية الأسر الاقتصادية تطلق هويتها الجديدة تحت شعار “أُسر” ولون الخزامى

المشاهدات : 6424
التعليقات: 0

المنهج النَّبوي في تحصين الفكر:

المنهج النَّبوي في تحصين الفكر:
https://www.alshaamal.com/?p=288587

وذلك من خلال حماية السلوك الفكري الذي ينتج عنه سلبية العقل أو إيجابيته بالنَّهي عن أمور تُخلُّ بالعقل المسلم وطريقة تفكيره، منها:
أ- النَّهي عن الإِمعيَّة.
عن حذيفة بن اليمانt قال قال رسول الله ﷺ ” لا تَكونوا إمَّعةً، تقولونَ: إن أحسنَ النَّاسُ أحسنَّا، وإن ظلموا ظلَمنا، ولَكن وطِّنوا أنفسَكم، إن أحسنَ النَّاسُ أن تُحسِنوا، وإن أساءوا فلا تظلِموا.”
لقدِ اهْتَمَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ بِبِناءِ الشَّخْصيَّةِ المُسْلِمةِ على التَّمَيُّزِ واسْتِخْدامِ العَقْلِ والحِكمةِ، وعدَمِ التَّقليدِ الأعمَى، وعَدَمِ اتِّباعِ كلِّ ناعِقٍ، أو السَّيْرِ خَلْفَ النَّاسِ دُون رَوِيَّةٍ. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ ناصِحًا للمُسْلِمينَ: “لا تَكُونوا إمَّعَةً”، والإمَّعَةُ هو: الشَّخصُ الذي يُقَلِّدُ النَّاسَ بِدُون وَعْيٍ ولا رَأْيٍ؛ فَيَكونُ في مَجامِعِ الأُمورِ معَ مَتْبوعِه، “تَقُولونَ: إنْ أَحْسَنَ النَّاسُ”، أي: إليْنا، أو إلى غَيرِنا، “أَحْسَنَّا”؛ جَزاءً لهم، أو تَبَعًا لهم في إحْسانِهم، “وإنْ ظَلَموا” بأنْ ظَلَمونا أو ظَلَموا غَيرَنا، فكذلك نَحْنُ “ظَلَمْنا” النَّاسَ على وَفْقِ أعْمالِ مَن نُقَلِّدُهم، ومعْنى هذا: أنَّهم مُقَلِّدونَ للنَّاسِ في إحْسانِهم وظُلْمِهم، ويَقْتَفون أَثَرَهم، والمُقَلِّدُ والتَّابِعُ لغَيرِه يَكونُ بِلا شَخْصيَّةٍ ولا رَأْيٍ، ولا يَقومُ رَأْيُه على التَّصْديقِ والاعْتِقادِ، بل هو كالنَّاعِقِ يَهيمُ بِكلِّ صَيْحةٍ، ويَسْمَعُ كلَّ ناعِقٍ، ويَطيرُ وَراءَ كُلِّ هَيْعةٍ، وهذا خَطَرٌ على المُقَلِّدِ نَفْسِه، وخَطَرٌ على المُجْتَمَعِ؛ لأنَّه يُؤَدِّي إلى إفْراغِه مِن التَّفْكيرِ والتَّعَقُّلِ في الأُمورِ. ولذلك قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ: “ولكنْ وَطِّنوا أَنفُسَكم” بِالعَزْمِ الجازِمِ على الفِعْلِ الحَسَنِ وحَمْلِها عليْه أيًّا كان فِعلُ الناسِ، فـ” إنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أنْ تُحْسِنُوا” فأَوْجِبوا على أَنفُسِكم الإحْسانَ، “وإنْ أَساؤُوا فلا تَظْلِموا”، وإنْ ظَلَمَكم النَّاسُ أو ظلَموا غَيرَكم فلا تَتَّبِعوهم، ولا تَظْلِموا مِثْلَهم؛ لأنَّ عَدَمَ الظُّلْمِ -وهو مَقْدورٌ عليْه- إحْسانٌ، ويَكونُ ذلك الخُلُقُ الجَميلُ هو بمَنزِلةِ الوَطَنِ للنَّفْسِ حتى تَعْتادَه، ويكونَ مُصاحِبًا لها. وفي الحديثِ: إشْعارٌ بِالنَّهْيِ عن التَّقْليدِ المُجَرَّدِ في الأخْلاقِ الذَّميمَةِ، فَضْلًا عن الاعْتِقاداتِ والعِباداتِ. وفيه: أنَّ اللهَ يُحِبُّ الإحْسانَ، وكذا رَسولُه صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ؛ ولذلك أَوْصى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ به على كلِّ الأحْوالِ.
ب- تبديد الخرافات.
بما أن رسالة محمد تميزت بفتحها للأعين والآذان وتجلية البصائر والأذهان، فهي الجديرة بتحصين العقل المسلم بدرء الخرافات التي تنشأ عن الانحراف في التّصور، وعن ضمور العلم وكثرة الجهل والاعتقاد بما لا ينفع ولا يضر ولا يلتئم مع المنطق السليم والواقع الصحيح.
لذلك كان النَّبي حريصاً على رد الخرافة، فعدل رسول الله ﷺ سلوك التفكير البشري المسلم ليصل إلى السلامة والهدى، كما ورد عن رسول الله من خلال
1 – النهي عن تعليق بعض الأشياء على الأولاد وغيرهم؛ لدفع النَّظر، أو استكتاب النَّسخ؛ لأجل محبة الأزواج لزوجاتهن – نعوذ بالله – كما ورد من حديث عبد الله ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ «إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ ، وَالتَّوَلَةَ شِرْكٌ»، والمقصود بالتمائم جمع تميمة وهي خرز أو قلادة تعلق في الرأس كانوا في الجاهلية يعتقدون أن ذلك يدفع الآفات، أما التَّولة بكسر المثناة وفتح الواو واللام مخففاً شيء كانت المرأة تجلب به محبة زوجها وهو ضرب من السحر، وإنما كان ذلك من الشرك ؛ لأنهم أرادوا دفع المضار وجلب المنافع من عند غير الله تعالى وقد بدد رسول الله ﷺ خرافة ما كان سائداً في الجاهلية أنه يموت أو يحيا رجل عظيم عند حدوث كسوف الشمس والقمر ، وقد ادعوا هذا عند موت ولد رسول الله ﷺ فردهم عن ذلك، فكما ورد من حديث المغير بن شعبة، قَالَ: انكسَفَتِ الشَّمسُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ مات إبراهيمُ فقال النَّاسُ: إنَّما انكسَفَت لموتِ إبراهيمَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتان مِن آياتِ اللهِ لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه فإذا رأَيْتُموها فادعُوا وصلُّوا حتَّى تنجليَ ).

2- صحح النَّبي لمن يؤمن بالخرافة بعض المفاهيم العقلية الخاطئة، وقد نفى في حديثه أربعاً في التفكير الباطني الذي تكون مدخلاً للخرافة، ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِي قَالَ: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ ».
3- وقف رسول الله ﷺ أمام جماهير كبيرة من العرب الذين كانت عقولهم ترزح تحت الأفكار والمعتقدات الخرافية ليعلن في خطبة الوداع ، فيقول من حديث جابر بن عبد الله عن رسول الله : «.. أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ ..» (2) ، فبهذا يبدد النبي الخرافات التي تهين العقل وسلامة تفكيره لتحصينه، والارتقاء به
ج- النهي عن التعصب.
حينما يرى الإنسان المسلم أي أمرٍ مهما كان صواباً أو خطأ في أهله، وقومه أوحزبه دوماً عين الصواب، ورأي من يخالفه هو الخطأ لأنه ليس على رأي قومه، فإنما هذا هو التَّعصب الذي يوقف العقلية إلى محطة تفكير واحدة وهو التَّفكير بما يفكرون فقط، فهذا ما يؤدي بصاحبه إلى إعدام شخصيته، فينتج عنها التَّقليد والتَّبعية المنهي عنها، لذلك كان لرسول الله موقفاً حازماً في النهي عن التَّعصب والارتكاز عليه من خلال:
1-ذم التعصب واعتبارها من سمات الجاهلية التي تتحاكم للعادات والتقاليد، والخرافات وتقدمها على الشرع، ففي حديث أَبي مَالِكِ الْأَشْعَرِيَّ ، أَنَّ النَّبي ﷺ قَالَ: ” أَرْبَعَ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ، لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنَّجُومِ، وَالنَّيَاحَةُ.
توافق مع القرآن العظيم في تبديد طبقات التَّفرقة التّي تعتبر أهم مسببات العصبية، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات : 8]، وفي حديث أبي هريرة ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيُّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ”.
2-كان رسول الله حازماً في ذم العصبية، عندما تبرأ منها فمن حديث بن هريرة ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال : “وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ”
وفي حديث جابر بن عبد الله tقال كنا مَرَّةً فِي جَيْشِ – فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ » قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»، وقال ابنُ القيم رحمه الله: ” الدعاء بدعوى الجاهلية كالدُّعاء إلى القبائل والعصبية ومثله التَّعصب إلى المذاهب والطوائف والمشايخ، وتفضيل بعضهم على بعض يدعو إلى ذلك، ويوالي عليه ويعادي فكل هذا من دعوى الجاهلية وقد جاء الهدي النبوي متوافقاً مع الحزم القرآني حينما اعتبر القرآن الكريم أنها من صفات الذين كفروا في قوله تعالى: ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ ﴾ [الفتح: 26]، فالعصبية عائق من عوائق التفكير السَّليم، لذا كان الأولى من أجل تحصين العقلية المسلمة الأخذ بما ورد عن رسول الله ﷺ وترك التَّعصب والتَّشدد إلى الجماعات أو الأحزاب في كل العصور وخصوصاً عصرنا الحاضر، والتَّعصب إلى دين الله عز وجل ودعوته فقط الذي لا يدعو دوماً إلا إلى الصواب والخير .
د- نبذ التفرقة بين الأمة.
وقد وردت الأحاديث الكثيرة في الدعوة النَّبوية في اجتماع الأمة ووحدتها منها:
1-ما ورد في حديث أَبِي نَضْرَةَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةً رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي وَسَطِ أَيَّامٍ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيِّ عَلَى عَجَمِيٌّ ، وَلَا لِعَجَمِيٌّ عَلَى عَرَبِيِّ ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ” وهذا الحديث يفيد أن العامل الأول في توحيد المسلمين هو التَّقوى.
2- ما ورد عَنِ النَّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : ” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطْفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ فقد بيّن أنَّ أمة الإسلام أمة واحدة كالجسد الواحد.
3-وكذلك ما ورد من حديث أبي مُوسَى ، أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِن كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا »، ففيه تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض وحثهم على التراحم والملاطفة والتَّعاضد في غير إثم ولا مكروه.
4- عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَرْفَجَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ- وَهِيَ جَمِيعٌ- فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ)).
هـ- الفتيا بغير علم:
ومن علامات التحصين الفكري النَّبوي أنه نهى عن الإفتاء بغير علم؛ لعدم إثارة الفوضى الفكرية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَنْ أُفْتِي بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبَتٍ، فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ».
المثال الأول: عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلاً مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَـأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ فَقَالُوا مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: «قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلاَّ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ»

والشاهد هو قول النبي صلى الله عليه وسلم «قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ». فإنه نسب لهم القتل لما كانت الفتوى سبب القتل.

المثال الثاني: عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنَ تَوْبَةٍ فَقَالَ لاَ. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلاَ تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ. وَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ»

والشاهد في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنَ تَوْبَةٍ فَقَالَ لاَ. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً». فهذا الراهب إنما قتله جهله، لما أفتى بغير علم كان هو أول ضحايا فتواه.

عبدالله طلال رميح الشمري
طالب دكتوراة

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>