ليلة القدر ليلة عظيمة خصّها الله بفضل كبير وجعلها خيراً من ألف شهر .. أي ما يعادل 83 سنة وأربعة أشهر من العبادة ، كما قال تعالى :
( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ )
وقد أنزل الله فيها القرآن الكريم وفيها تتنزّل الملائكة بالرحمات والبركات وهي ليلة سلام وأمان حتى مطلع الفجر !
فضل ليلة القدر :
أنزل الله فيها القرآن، كما قال : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )
تتنزّل الملائكة ومعهم جبريل عليه السلام إلى الأرض مما يدل على عظمتها !
هي ليلة سلام كما قال تعالى : ( سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )
قيامها إيماناً واحتساباً يكفر الذنوب كما قال النبي ﷺ :
( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
استنباط عبدالله ابن عباس حول ليلة القدر :
هناك استنباط رائع لعبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – حيث لاحظ أن سورة القدر تتكوّن من 30 كلمة بعدد أيام الشهر وأن كلمة “هي” في الآية ( سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) تأتي في الترتيب 27 مما قد يشير إلى أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من رمضان !
اتفق العلماء على أن ليلة القدر تقع في العشر الأواخر من رمضان وخاصة في الليالي الوترية (21، 23، 25، 27، 29).
رجح بعض الصحابة كابن عباس وأبيّ بن كعب أنها ليلة 27 بناءً على استنباطات قرآنية وأحاديث نبوية ..
ومع ذلك كان النبي ﷺ يجتهد في العشر الأواخر كلها مما يدل على أن الحكمة من إخفائها هي أن يجتهد المسلم في العبادة طوال العشر ..
كيف نحيي ليلة القدر ؟
1.الصلاة والقيام : الاجتهاد في صلاة التهجد وقيام الليل .
2.الدعاء : الإكثار من الدعاء وخاصة قول “ اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ” كما جاء في حديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
3.قراءة القرآن : تدبر آياته واستشعار معانيه .
4.الذكر والاستغفار : التسبيح، التهليل، التكبير، والصلاة على النبي ﷺ .
5.الصدقة : التصدق على الفقراء والمحتاجين .
6.الاعتكاف : من السنن النبوية في العشر الأواخر .
لماذا أُخفيت ليلة القدر ؟
حتى يجتهد المسلم في العبادة طوال العشر الأواخر ولا يتكاسل عن العمل الصالح !
ليتميز المخلصون في عبادتهم فلا تكون ليلة مخصوصة يتعبد فيها الناس ويتركون باقي الليالي !
ختاماً :
ليلة القدر ليلة عظيمة اختصها الله بفضل كبير وجعلها مضاعفة الأجر لمن قامها إيماناً واحتساباً ومن أدركها فقد أدرك خيراً كثيراً فلنحرص على اغتنامها بالأعمال الصالحة فهي فرصة لا تتكرر إلا مرة في السنة .. وربما لا ندركها مرة أخرى !!
–
فيصل خزيم العنزي