إن موافقة مجلس الوزراء على أن يكون يوم 23 من شهر مارس من كل عام يومًا للمسؤولية الاجتماعية في المملكة، تجسد اهتمام وحرص القيادة الرشيدة -أيدها الله- في هذا البلد المعطاء على التنمية الاجتماعية، من خلال تكامل الأدوار والمسؤوليات بين الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات الوطنية والمنظمات غير الربحية من القطاع الثالث وأفراد المجتمع، فضلًا عن تعزيز قيم المواطنة الراسخة في البذل والتكافل الاجتماعي. ويهدف اليوم السعودي للمسؤولية الاجتماعية إلى تعزيز الوعي بدور المسؤولية الاجتماعية في التنمية المستدامة ودعم الجهود التي تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة الطموحة 2030.
وبهذه المناسبة الاجتماعية والوطنية والإنسانية، تم اللقاء مع الأخصائية الاجتماعية هنادي بنت عوض الحربي، مسؤولة مشروع التأهيل والتوظيف ومشروع “سكني” في جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة.
وهي حاصلة على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية من جامعة الملك سعود (مرتبة شرف أولى) وتحمل رخصة الممارسة المهنية الصحية، ودار بيننا الحوار التالي:
السؤال:
بدايةً، الأخصائية هنادي، أخبرينا لماذا اخترتِ هذا التخصص دون غيره؟
الإجابة:
قالت الأخصائية الاجتماعية هنادي الحربي: الخدمة الاجتماعية بالنسبة لي ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة إنسانية، فنحن إنسانيون بطبيعتنا، ولكل فرد قصة تستحق أن تُسمع. بالإضافة إلى أن هذا التخصص يتيح لي الفرصة لأن أكون جزءًا من توجيههم لحل مشكلاتهم، ورؤية الأمل يعود إليهم من جديد.
السؤال:
كأخصائية اجتماعية، ماذا يعني لكِ اليوم السعودي للمسؤولية الاجتماعية؟ وما أهميته بشكل عام، وللأيتام ذوي الظروف الخاصة بشكل خاص؟
الإجابة:
قالت: إن هذا اليوم فرصة عظيمة لتسليط الضوء على تكاتف المجتمع والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير بيئة اجتماعية شاملة للجميع. كما أن له أهمية بالغة في تحفيز الأفراد والمؤسسات على تحمُّل مسؤولياتهم الاجتماعية. ونستثمر في جمعية كيان هذه الفرصة لتسليط الضوء على احتياجات أبنائنا الأيتام ذوي الظروف الخاصة، لنتمكن من منحهم فرصة جديدة للأمل والنماء في بيئة أكثر دعمًا ورعايةً.
السؤال:
ما دور الأخصائي الاجتماعي في تجويد حياة الأيتام ذوي الظروف الخاصة؟
الإجابة:
قالت: الأخصائي الاجتماعي يتحدى الصعاب ليساهم في تذليل العقبات التي تواجه عملاءه، وهو بمثابة حبل النجاة لمن حوله لإيصالهم إلى أفضل جودة حياة ممكنة.
السؤال:
كيف يتم التعاون والعطاء الإنساني والاجتماعي بينكم وبين مستفيدي كيان؟
الإجابة:
قالت الأخصائية الاجتماعية من جمعية كيان للأيتام: نسعى في جمعية “كيان” كفريق عمل من جميع الأقسام إلى توفير العديد من الخدمات في مختلف المجالات، لضمان أفضل جودة حياة لمستفيدي الجمعية. وبالمقابل، لا نستغني في خدماتنا عن الاستعانة بآرائهم لتطوير وتنمية تلك الخدمات المقدمة لهم.
السؤال:
وكيف تتصرفين أمام التحديات التي تواجهك أثناء أداء عملك، وخاصة خلال الزيارات المنزلية للمستفيدين؟
الإجابة:
قالت: في كل مهنة هناك تحديات، فكيف لو كانت تلك المهنة تتطلب التعامل مع مختلف الشخصيات! لذلك، لا بد من التأني قبل اتخاذ القرارات وإطلاق الأحكام، والتحري في البحث وجمع المعلومات، لأن كل قرار يتم اتخاذه له تأثير لا يُستهان به على المستفيد.
السؤال:
ما هي الوسائل والطرق الإبداعية والمبتكرة التي تقدّمينها أثناء عملك في الجمعية بشكل عام ومع المستفيدين بوجه خاص؟
الإجابة:
قالت الأخصائية هنادي الحربي:
كأخصائية اجتماعية، أحرص على استخدام مجموعة من الوسائل والطرق الإبداعية لتقديم الدعم المستدام للمستفيدين:
بناء علاقة مهنية وثقة قوية مع المستفيدين من خلال جلسات الاستماع الفردية والجماعية، لتهيئتهم على التفريغ الوجداني بحرية ودون إطلاق أحكام.
دمج المهارات الحياتية والاجتماعية ضمن البرامج المقدمة للأيتام ذوي الظروف الخاصة، لضمان اندماجهم الفعّال في المجتمع.
الإرشاد والتوجيه المهني، حيث أعمل كمسؤولة مشروع التأهيل والتوظيف على مساعدة المستفيدين في تحديد أهدافهم المستقبلية واختيار الخيارات المهنية المناسبة لهم، وتأهيلهم مهنيًا لضمان توفير حياة كريمة لهم وتعزيز استقلاليتهم.
السؤال:
برأيكِ، وحسب خبرتك المهنية، ما هو الهدف الأهم والأبرز للأخصائي الاجتماعي؟
الإجابة:
قالت: الهدف الأهم والأبرز هو “حفظ كرامة اليتيم”، أيًّا كان عمره، والعمل على تحويله من شخصية رعوية إلى شخصية تنموية تمكينية.
السؤال:
تقوم الخدمة الاجتماعية على أساس المهارة والحقائق العلمية في مجال العلاقات الإنسانية.. حدّثينا عن هذا المفهوم؟
الإجابة:
قالت: إن مهنة الخدمة الاجتماعية متجددة ومتغيرة بتغير المجتمعات وتأثيرها على العلاقات الإنسانية. وهنا يكمن دورنا في توظيف معارفنا وخبراتنا ومهاراتنا المتراكمة لفهم كل ما هو جديد يطرأ على المجتمع. لذا، يجب على المتخصصين في هذه المهنة العظيمة أن يحرصوا على مواكبة هذه التغيرات، من خلال التعلم والتطور المستمر، واكتساب مهارات تتناسب مع التأثيرات الاجتماعية الظاهرة على أفراد المجتمع.
السؤال:
ما هي الصعوبات التي تواجهكِ في عملكِ مع الأيتام ذوي الظروف الخاصة؟ وكيف يتم معالجتها؟
الإجابة:
قالت: من أكثر الصعوبات التي نواجهها عدم قدرة الأيتام ذوي الظروف الخاصة على الاندماج في المجتمع. ولله الحمد، تمت مواجهة هذا التحدي من خلال إقامة ورشة عمل من قبل الأستاذة “نورة الفايز”، نائب رئيس مجلس الإدارة بجمعية كيان للأيتام، حيث تم طرح التحديات المتعلقة بهذه القضية. وبناءً على توصيات ورشة العمل، تم تشكيل لجنة تحت اسم “الاندماج الاجتماعي للأيتام ذوي الظروف الخاصة في المجتمع”، وقد كنتُ ممثلة للجمعية وأحد أعضائها فيها.