الإثنين, 2 شوّال 1446 هجريا, 31 مارس 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الاثنين, 2 شوّال 1446هـ

الفجر
04:56 ص
الشروق
06:15 ص
الظهر
12:26 م
العصر
03:54 م
المغرب
06:38 م
العشاء
08:08 م

الموجز الأخبار ي »»

المشاهدات : 13505
التعليقات: 4

*حين يرحل رمضان… ماذا يبقى منا؟*

*حين يرحل رمضان… ماذا يبقى منا؟*
https://www.alshaamal.com/?p=289825

رمضان، ذلك الضيف العزيز الذي يزورنا مرة كل عام، يملأ أيامنا بنور الطاعة وسكينة القلب، ثم يرحل سريعًا كأنه حلم جميل لم نكد نستيقظ منه. يأتي محمّلاً بالرحمات، يطهر أرواحنا، ويربّي قلوبنا على الصبر، العطاء، والإحسان. لكنه في النهاية يغادر… ويبقى السؤال: ماذا يبقى منا بعد رحيله؟

كثيرون يتغيرون في رمضان؛ ألسنتهم تصفو من اللغو، قلوبهم تأنس إلى القرآن، وسلوكهم يغدو أكثر رفقًا وتسامحًا. لكن، هل هذه التحولات مؤقتة؟ هل هي مجرد زينة شهرية، تبهت ألوانها مع انتهاء رمضان؟ أم أنها بذور غُرست في أرواحنا، وستظل تنمو رغم رحيل الشهر؟

رمضان مدرسة مكثّفة في ترويض النفس، لكن الأهم من الصيام هو ما يعلمه لنا الصيام. هل تعلمنا كيف نتحكم في شهواتنا؟ كيف نغلب ضعفنا؟ هل اعتدنا على الصلاة في وقتها، فتبقى فينا كحياة، لا كواجب؟ أم أننا نودّعها مع آخر ليلة من الشهر؟

في رمضان، نعيش مع القرآن كأننا نسمعه لأول مرة، نقرأه بشغف، ونتدبره بخشوع. لكن بعد رمضان، هل يعود المصحف إلى مكانه على الرف، مجرد كتاب مقدس نتذكره بين حين وآخر؟ أم أننا أدركنا أنه روحٌ تحيي قلوبنا، وأنه لا يمكن أن يكون زائرًا موسميًا؟

الدموع في رمضان قريبة، القلب أرقّ، والنفس أكثر تواضعًا. لكن بعد رمضان، هل ستظل دموعنا تنهمر عند سماع آية تهزّ الوجدان؟ هل سيبقى الإحسان للناس جزءًا من يومنا، أم أنه كان مجرد زكاة موسمية للقلب؟

الحقيقة أن رمضان لا يرحل، بل نحن الذين نرحل عنه إن لم نحمل أثره معنا. رمضان يترك فينا رسالة: أن الطاعة ممكنة، وأن الروح تستطيع أن تسمو فوق الماديات، وأن القلب قادر على أن يكون أكثر نقاءً، لو أردنا ذلك.

قد يرحل رمضان، لكن من قال إن روح رمضان يجب أن ترحل؟ الصيام ليس حكرًا على أيام معدودة، والقيام ليس محصورًا في ليالٍ معينة، والقرآن لم يُنزَّل ليُقرأ في شهر ثم يُنسى. ما يبقى منا بعد رمضان هو الامتحان الحقيقي: هل كان رمضان تجربة عابرة، أم أنه غيّر شيئًا فينا إلى الأبد؟

🖊️ أ.شريفه المالكي

التعليقات (٤) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

  1. ٤
    زائر

    الحقيقة أن رمضان لا يرحل، بل نحن الذين نرحل
    عنه أن لم نحمل أثره معنا
    عبارة عميقة جدًا
    بروك قلمك أستاذة شريفة، وكتب الله أجرك

    د. محمد الغزواني

  2. ٣
    زائر

    أحسنتي القول فرمضان مدرسة لن يتخرج منها إلا من تعلم وأجاد.

  3. ٢
    خلف سرحان القرشي

    مقالة جميلة بحق.
    كل الشكر والتقدير أستاذة شريفة.

    • ١
      زائر

      الحقيقة أن رمضان لا يرحل، بل نحن الذين نرحل
      عبارة عميقة لها وقعها وتأثيرها
      بورك قلمك أستاذة الحقيقة أن رمضان لا يرحل، بل نحن الذين نرحل وكتب الله أجرك ونفع بعلمك.

      د. محمد الغزواني