((تحاياالعيدالسعيدوالعادات))

عيدكم مبارك من العايدين عساكم من عواده عاد عليكم العيد تقبل الله منا ومنكم تقبل الله طاعتكم كل عام وانتم بخير هكذا يقال عندما يطل يوم العيد السعيد بعدما تعلن الجهة المسؤلة المخولة ثبوت رؤية الهلال الرؤية النظرية بعد استعدادات عدة مراصد للترآئي وتثبت لدى أقرب محكمة شهادات من رأوا الهلال فيبدأ الحراك الحقيقي بين الناس لتلبية احتياجاتهم لهذه المناسبة الكبيرة المحببة للقلوب بعد تأدية فرائض عظيمة من صيام وصلاة وزكاة وصدقات وبر وصلة وتأدية واجبات وسنن وعادات محمودة ، ويهرع الناس ويغشون الاسواق طوال الليل وتزدحم الاسواق والمولات والشوارع والطرق وتحيا تلك المرافق في تلك الليلة حياةتفوق ماكانت تحياه في النهار في خضم الحياة العادية وأصبحت تلك العادة ملازمة للعيد رغم معاناة الكثيرين من السهر والتعب والزحام وتضاؤل فرص الاختيار في الشراء ولوم البعض انفسهم بتأخير قضاء جل الاحتياجات الي ليلة العيد وتعهدهم بمفارقة تلك العادة في الاعياد القادمة ثم يعودون لما قالوا وينسون ما ألزموا به أنفسهم في سالف الاعياد( أتكلم عن الاغلبية وليس الكل) .
ثم في صباح العيد يخرجون لتأدية صلاة العيد وترى في وجوه الكثير منهم أثر السهر والتعب والارهاق وبعد الصلاة تبدأ التهاني والتبريكات بالعيد السعيد والتزاور وأكل الولائم المعدة لذلك ومع كل هذا ترى في الناس عجلة من أمرهم عجيبة وكأنهم على جناح سفر وأقترب موعد اقلاع طائرتهم والمطار يبعد عنهم بعشرات الكيلومترات الا أن السبب ليس السفر والطيران وإنما الخلود للنوم طوال ذلك اليوم وإن ألحقه جزء من أول الليل فليس لديه مانع فياترى هل أعطى من هذه حالهم العيدحقه ؟ وهل جعلوا للسعادة والسرور مجال للتأثير على المحيا ولنور تأدية العبادات فرصة لرؤية سيماها على الوجوه ؟ ولدي تسأؤل أهم من هذا كله هل أدوا صلوات ذلك اليوم في وقتها وفي مكان تأديتها بالمساجد والاستجابة لنداء حيى على الصلاة حيى على الفلاح ؟ أم جمعوها في وقت واحد وأعتبروا انفسهم براء من ترك تلك الصلوات؟وهم في الحقيقة لم يصلوا ولم يؤدوا مافرض عليهم ووجب فقد قال الله تعالي في محكم التنزيل( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) الاية .
ثم تبدأ رحلة السهر في الليلة الثانية بعد تأدية كامل مطالب النفس الأمارة بالسوء من النوم العميق المميت للقلب وهذا السهر ليس على الاعمال الصالحة بل على تعويض ما فوته النوم عليهم من الملذات فيبدأ الاكل بشراهة لمالذا وطاب من الطعام والشراب وما أحضر من حلا وتسالي إحتفاءاً بيوم العيد وما فات من الاكل يوم العيد يقضى عليه باللية التالية فالاكل ليس ألزم من الصلوات التي جمعت في تلك الليلة التي أعدوها لقضاء الفرائض والواجبات والملذات التي فات وقتها في ضعف نفس وصدود قلب وتشويش عقل وبلادة ضمير (وكما اشرت أنفا فأعني الاغلبية وليس الكل) .
فهل من عودة للاغلبية تلك ؟ وهل من استجابة لنداء الحق؟ وهل آن للقلوب أن تحيا ؟ وللضمائر أن تستفيق ؟ وللنفوس أن تطمئن ؟وللحياة أن تستقيم كما خلقها الله تعالى واراد لها؟ .
قال الله تعالى(وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا ) الاية
وقال تعالى(وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا) الاية
وقال تعالى( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرالناس لا يشكرون ) الاية
وقال تعالى(هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) الاية
وقال تعالى( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ماجرحتم بالنهار) الاية
وقال تعالى( ومن آياته منامكم بالليل والنهار وأبتغاؤكم من فضله) الاية
وقال تعالى(وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلناالنهار معاشا) الاية
وفي الآية المخيفة قال الله تعالى(فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) الاية

قال ثلاثة نفر من الصحابة رضي الله عنهم مقولتهم الشهيرة التي قصدوا بها الاخلاص في العبادة والانقطاع عن بعض المباحات
فقال أحدهم لا اتزوج النساء وقال الاخر لا انام الليل وقال الثالث أصوم ولا افطر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فطلبهم وسألهم عن ماقيل فقالوا نعم فقال لكني اتزوج النساء وأصلي وانام واصوم وافطر فمن رغب عن سنتي فليس مني اوكما قال صلى الله عليه وسلم هذافي مجال الطاعة فكيف حال من سهر الليل بالمعصية او تسبب سهره في معصية اوكفر كترك الصلاةبالكلية اوتأخيرها عن وقتها وعكس الخيرية ليكون عنده النوم خير من الصلاة .
اللهم أهدنا والمسلمين لخير الاعمال والاقول والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٦/١٠/٣ هه