السبت, 28 شوّال 1446 هجريا, 26 أبريل 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم السبت, 28 شوّال 1446هـ

الفجر
04:29 ص
الشروق
05:51 ص
الظهر
12:20 م
العصر
03:48 م
المغرب
06:48 م
العشاء
08:18 م
المشاهدات : 23214
1 تعليق

((الإسلام وصراعه مع الباطل))

((الإسلام وصراعه مع الباطل))
https://www.alshaamal.com/?p=291225

بسم الله الرحمن الرحيم
الاسلام دين الحق وهو الاستسلام لله بالطاعة والخلوص من الشرك ومنذ بزوغ شمسه وسطوع نوره وهو في صراع مع الباطل مابين كيد وحروب شعواء لانهاية لها مع أعداء الله تعالى ومحاربي الحق ومناوئي الفضيلة ومناهضي كل ماهو حق وحسن وجميل وفي كل الاحوال وفي مختلف العصور والازمان فالاسلام ليس كغيره من الملل والنحل والمعتقدات والشرائع المحرفة والمزيفة فهو لوضعف يقوى ولو انهزم ينتصر ولو خسر يربح يظهر ولايختفي ويثبت ولاينتفي ويزيد ولايكتفي ويقيض الله تعالى له في كل قرن من الزمان ولي من اوليائه من يجدده وينتصر له فيبقى عزيز المقام مهاب الجانب غالب لا مغلوب مهما تكالب عليه الاعداء وكاد له الاشقياء وطمع فيه الادعياء ورموه بقوس واحدة فالسمو دائما مكانه والعلو في كيانه والهيبة هي عنوانه ، (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبا للغرباء)او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعني بالغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس ولفظ ومعنى آخر هم الذين يصلحون ما أفسده الناس وهم قليل في آخر الزمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
فالإسلام بدأ بنزول الوحي من السماء نزل به الروح الامين من رب العالمين على قلب سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين صاحب الشفاعة والمقام المحمود والحوض المورود نبينا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي صلى الله عليه وسلم بدأ الدعوة وحمل الرسالة وحيدا فتنكر له قومه بالرغم من مكانته عندهم ومعرفتهم له بصدقه وخلقه العظيم وأمانتة التي تحلا بها منذ كان شابا يافعا حتى لقبه قومه بالامين الا أنهم ناصبوه العداء منذ دعاهم الي الدين الجديد فأنقلبوا على صفاته الحميدة وشخصيته الفريدة ليستبدلوها بصفاةأخترعوها من عند أنفسهم ونعتوه بها كالسحر والشعر والكهانة والجنون حتى اضطروه الي الخروج من بين اظهرهم بعد معاناة عظيمة وشدة وكرب فخرج هائما على وجهه ليبحث عن نصرة وإيواء بعد خيبة أمله في قومه الملأ منهم والعامة الذين نذروا أنفسهم ليكونوا عقبة كأداء أمام تحقيق مايدعو له حسدا من عند أنفسهم .
فتيمم الطايف كأقرب القرى الي أم القرى متعشما في أهلها وناسها قبول الدعوة والفوز بالسبق في إعتناق الدين الجديد ونصرته فلم يجد من اهل الطايف الا كما وجد من قومه بل وأكثر من ذلك فقد طردوه وأوعزوا الي صبيانهم بمطاردته وقذفه بالحجارة حتى أدموا عقبيه الشريفتين فعاد أدراجه الي قومه في مكه التي منع من دخولها فلم يدخلها الا بجوار المطعم بن عدي فاخذ يدعو للدين سرا حتى أسلم معه قليل من قومه على خوف ووجل كبير من قومهم والذين عذبوا الكثير منهم ليردوهم عن دينهم فمنهم من صبر وثبت ومنهم ارتد وافتتن ومنهم مات تحت التعذيب ومنهم هرب بدينة في هجرة اولى الي الحبشة وملكها العادل النجاشي والنبي صلى الله عليه وسلم يدعو سرا ، كما بدأ يعرض نفسه على الحجاج في مواسم الحج التي يتوافد فيها حجاج البيت الحرام من مختلف الاقطار وفي أحد المواسم عرض نفسه على حجاج يثرب من الاوس والخزرج فإستجابوا لدعوته سرا على أن يعودوا بالموسم القادم ومعهم من وافق رايهم من قومهم وتمت بينهم اول معاهدتين في الاسلام بما يسمى بمعاهدة العقبة الاولى والعقبة الثانية وأوعدهم بالهجرة اليهم عندما يأذن له ربه بذلك .
حيث هاجر الي المدينة بمعية صاحبة أبي بكر الصديق والخادم والدليل بعد مكوث في غار ثور حتى خف الطلب عليهم فغذوا السير مرورا بخيمة أم معبد وشاتها الهزيلة التي حلبها النبي بيده الشريفة فسقا من حليبها القوم وشرب هو وشربت أم معبد وحكاية سراقة بن مالك الذي لحق بالركب ليعيدهم الي قريش ويفوز بالجعل البالغ مائة ناقه فغاصت ارجل فرسه بالتراتب عدة مرات فعرف ان النبي ممنوع منه فطلب المعاهده فعاهد النبي على كتم سره وأوعده بسواري كسرى(والذي ألبسهما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سراقة بن مالك بعد تحطيم عرش كسرى وبعدما اطلعه على عهد النبي له بذلك) وهو لازال شريد طريد ولكنه واثق بوعد ربه جلا وعلا فوصل الي المدينة مستقبلا بالحفاوة والحماية والترحاب والنصرة فبدأ من هناك يدعو أهل المدينة من العرب واليهود والقبايل العربية المجاورة للمدينة للدين الجديد فدخل من دخل بالاسلام وأمتنع من أمتنع وحاربه من حاربه فكانت الدعوة والجهاد لنشر الدين حتى انه صلى الله عليه وسلم دعى للاسلام قيصر الروم وكسرى الفرس ومقوقس مصر ونجاشي الحبشة وزعماء المناذرة والغساسنة وزعماء قبايل الجزيرة العربية فكان الغالب الرفض المطلق لهذه الدعوة مما أضطر النبي الي الجهاد فكانت الغزوات والسرايا كغزوة بدر وأحد والخندق وخيبر وتبوك والفتح وحنين ومؤته وبعد أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم انتكس كثير ممن اعتنق الدين من القبايل وارتدوا كضربة موجعة تعرض لها الاسلام في مهده فمنهم ارتد كافرا ومنهم منع الزكاة فكانت حروب الردة التي اعادت الاسلام الي القوة من جديد رغم الاعداد الكبيرة التي استشهدت من الصحابة في تلك المعارك والحروب كمعركة بزاخه ومعركة اليمامه وغيرها ثم عاد الجهاد المنظم لإستئناف نشر الدين بخلافة ابي بكر الصديق ومن ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذي النورين رضي الله عنهم وفي خلافة عثمان وقعت الفتنة العظيمة التي بدأت بمقتله على ايدي الخوارج في بداية ظهورهم حيث أستمر كيدهم للإسلام حتى بعد تولي الخليفة الرابع علي بن ابي طالب الخلافة ومعارضة بعض الصحابة رضي الله عنهم ووقوع معركة الجمل بينهم ثم أستقلال معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما بالشام ومطالبته بدم عثمان فوقعت حروب مؤسفة بين الفيئتين الكبيرتين من المسلمين وكانت معركة صفين أشد ماحصل بينهم ثم اقدم الخوارج ممثلين بالمجرم الخبيث عبد الرحمن بن ملجم على مقتل الخليفة علي بن ابي طالب والذي تولى الخلافة بعده أبنه الاكبر الحسن بن علي رضي الله عنه والذي اصلح به بين الفيئتين المتقاتلتين بتنازله عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين فبدأ بذلك الحكم الوراثي بدلا من الخلافة وكانت بداية الدولة الاموية والتي نقلت مقر الخلافة الى دمشق وبعد استقرار الامور واستبابها عاود المسلمون الجهاد والفتوحات ونشر الدين الاسلامي في اصقاع المعمورة مع وجود بعض المشاكسات والمناكفات والكيد للدولةمن بعض المعارضين وحدوث فتن وقتال أدت احداها الي مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وعدد من ابنائه واقاربه ثم قضت احدى تلك الحركات على الدولة الاموية على ايدي بني العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه والذين أقاموا الدولة العباسية على انقاض الدولة الاموية واتخذوا من بغداد مقرا لخلافتهم وكما هو حال الامويين كان حال العباسيين فبعدما استتبت لهم الامور بدأوا بالاعمار والجهاد والفتوحات ونشر الاسلام وبلوغه اقاصي الدنيا في ذلك الوقت شرقا وغربا وشمالا وجنوبا فبلغ الاسلام مبلغا غير مسبوق ونمت الحضارت الاسلامية وازدهرت واستنار بها عالم ذلك الزمان في شتى العلوم والفنون والإعمار والبناء وتزامن ذلك مع قيام الدولة الاموية بالأندلس وكان ماكان لها من إزدهار مماثل في شتى المجالات مما تسبب فيما بعد في تبديد ظلام أوروبا الدامس وأستفادت القارة من القادم الجديد أيما فائدة رغم إستمرار العداء والمعارك الطاحنة بين الاسلام وقوتيه العباسية من الشرق والاموية من الغرب وبين المسيحية وكنيستها وأمبراطورياتها المتربصة بالعدو القادم .
وأستمر الحال على هذا الوضع عدة قرون حصل فيها ماحصل لهؤلاء وأولئك من تبدل بالاحوال بين تقدم وتقهقر وإنتصار وهزيمة
وكان للخلافة العباسية حظ من هذا وذاك فقد ضعفت الخلافة واستولى الوزراء على صناعة القرار بمختلف مشاربهم ونياتهم وكان أولئك الوزاء والقواد مابين فرس واتراك وهمش الخلفاءوكان ذلك على مرأى ومسمع من أعداء الاسلام في الشرق والغرب المتربصين به والمراقبين لأوضاعه عن كثب طوفان التتار واجتياحهم للخلافة الاسلامية وعاصمتها بغداد بقيادة هولاكو ومباركة الوزير الرافضي الحاقد أبن العلقمي الذي خدع الخليفة العباسي وجعله يستسلم للتتار بحجة التسوية السياسية وانقاذ بغداد الا ان الحقيقة هو الاتفاق على قتل الخليفة ورجاله واستباحة بغداد وبقية بلاد الاسلام وهذا ماحصل بالفعل فقد قتل الخليفة المستعصم بالله بتدبير ومباركة وزيره الرافضي ابن العلقمي فتم القضاء على الخلافة العباسية واتفق هذا مع عام ٦٥٦ للهجرةوالتي كانت قد قامت على انقاض الخلافة الاموية عام ١٣٢ هجرية ثم واصل التتار تقدمهم بهدف احتلال بقية بلاد الاسلام حتى وصلوا الي مشارف مصر فتصدى لهم سلاطين المماليك في مصر سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت الفاصلة الشهيرة في تاريخ الاسلام التي انقذت مايمكن انقاذه من بلاد الاسلام وكيانه وحضارته وسحقت جيش التتار وقضت على قوتهم تماما وانتهى أمر التتار بين القتل واعتناق الاسلام لمن بقي منهم وهكذا أنتهت أكبر محنة واجهت الاسلام في ذلك الحين مع ما خلفت من دمار يصعب وصفه خاصة في حاضرة الخلافة بغداد ولكن الاسلام الحق لايموت والباطل يزهق ويموت .
والي هنا نقف وللحديث بقية في مقال أخر إن شاءالله تعالى لنكمل الحديث عن احوال إلإسلام واهله وارضه وحضارته فيما أعقب سقوط الخلافة العباسية والله المستعان .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٦/١٠/١٠ هه

التعليقات (١) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

  1. ١
    ابو نواف

    الله يسعدك يابو سليمان

    كلام حكيم

    ويستفاد منه