الأربعاء, 16 ذو القعدة 1446 هجريا, 14 مايو 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الأربعاء, 16 ذو القعدة 1446هـ

الفجر
04:12 ص
الشروق
05:39 ص
الظهر
12:18 م
العصر
03:43 م
المغرب
06:58 م
العشاء
08:28 م
المشاهدات : 24309
التعليقات: 0

المتشبع بما لا يُعطى !!

المتشبع بما لا يُعطى !!
https://www.alshaamal.com/?p=292955

تظهر على ساحات المجتمع بعض إفرزات قديمة وبأشكال حديثة تماشياً مع لغة التحديث الحديثة ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ، نهب جهود المخلصين وإذا لم يتمكن فيسطوا على عبارات الثناءات ويجيرها له ، وهو يعلم أن الناس يعلمون حاله واحترافيته في السرقة العلمية والأدبية وصعود منصات الثناء وأهم مايميزهم ويمكنهم الثرثرة والتفيقه والتقعر في الكلام كتخلل الباقرة ،وفي الحديث «شراركم -أو شرار أمتي- الثرثارون المتشدقون المتفيهقون» رواه الإمام أحمد حديث حسن.

الثرثارون: الذي يكثرون الكلام، المتشدقون الذين يميلون بأفواهم تفاصحاً وتظاهراً بالعلم، المتفيهقون الذين يملأون أفواههم بالكلام .

 

والثَرثَرة المُفرِطة هو مُصطلح في علم النفس، وهو اضطراب تواصل يُؤدي إلى إفراطٍ في النُطق مع تكرارٍ للكلام، والذي قد يُؤدي لعدم ترابط الكلام. يُصنف هذا الاضطراب أحيانًا على أنه اضطرابٌ نفسي، وذلك على الرغم من أنه يُصنف غالبًا كعرضٍ لمرضٍ نفسي أو إصابةٍ في الدماغ.

ولذا نحذر من هذا الداء الخطير والذي ورد النهي عنه ، وهو حُبّ المدح على الشيء الذي لم تفعله انت !

ولذا يقول الله تعالى : ( لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ،فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ) الآية ، يعني بذلك المرائين المتكثرين بما لم يعطوا .

 

كما جاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من ادعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قلة “.

 

وفي الصحيح :

المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور …مع الأخذ بأسباب نزول الايات وهي تخص المنافقين واليهود وغيرهم، ولكن العبرة دائما بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، لذلك

لا يجوز للمسلم أن يحب أن يحمد بما لم يفعل من الخير والمعروف، بل من صفات الكمال والتواضع أن لايرغب المسلم في مدح الناس وثنائهم وهو فاعل ومحتسب لما يستوجب ذلك .

فكيف بمن لم يفعل شيء ثم يحب أن يحمد ،( لِمَ تقولون مالا تفعلون )،

والأدهى بمن يفعل الشر ويحب ان يحمد عليه .

ولاتعارض بين هذا الوصف السيء وعاجل بشرى المؤمن وهو ان يعمل العمل الصالح مخلصا لله فيه ، لا يرجو به غير وجه الله ، فيطلع الناس عليه ، فيثنوا عليه به ، فيسره ذلك ويستبشر به خيرا ، فتلك عاجل بشرى المؤمن.

ومن ذلك الرؤيا الصالحة يراها في نومه أو تُرى له ، ومنها إعلان بعض افعال الخير لحث الناس على فعلها كإظهار الصدقات وغيرها ؛ ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي ) الخ

ومن تداعيات هذا المرض الشنيع النرجسية الخفية الكامنة وهي ليست واضحة وهي أن يشعر الشخص بأهمية وضخامة ذاته ويتوق إلى إعجاب الآخرين به، فيظهر عليه سلوك لوم الآخرين، والتشهير، وتهميش نجاحاتهم واحيانا ينسبها له.

حتى يظهر للجميع ويصعد على أكتاف المخلصين ، وهو ليس سارق حسي مادي فحسب ،ولكنه سارق محترف للصيت والثناء وطمس مشاعر العاملين المخلصين ، وهذه الشخصية تجيد تحييد الرائعين وإقصائهم ، بشتى الوسائل والأساليب المحترفة ويظهر هو بدور الناصح المحترق الأمين.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>