خرجت علينا هذه الأيام فئة ليست بالقليلة من فاغري الأفواه المتشدقين من بعض الشباب بلغة الهجين فلم تعد تعلم هل من يتحدث بها عربي أم غير ذلك.
ونظرا لاستشرائها وخوفا من أن تصبح ظاهرة وتمر علينا مرور الكرام علينا أن نشير ونذكر بأننا أصحاب لغة ونفتخر بها ونذكر أجيالنا بأن العربية لغة وهوية.
أشعر بالإحباط كما يشعر غيري عندما أشاهد إحدى القنوات العربية وجل المتحدثين عرب ثم تأتي الترجمة إلى العربية.
أي ذنب اقترفت أخي العربي لتظهر عبر فضائك بلغة قوم آخرين وأي انكسار هذا.
هل نعتقد عندما نتحدث بلغة أخرى بأننا بلغنا منزلة المثقفين والعلماء وعلية القوم، لماذا نتعامل مع الأشياء بهذه السطحية والتفكير البسيط لماذا لا نتعلم اللغة لأنّها من مقومات العصر وليست من (مقومات الوضع الاجتماعي) للمتشدقين بها.
هل من المعقول أن تجد ألمانيا في أحد شوارع برلين يقول لك (ابتسامتك رائعة) أو إنجليزي في أحد أزقة مانشستر يقول لك (ما عندك مشكلة) إذًا لماذا تشنف أسماعنا صباحا ومساء بهذه الكلمات المستعارة وكأنك أحد مواليد (لندن).
نحن نحرص على تعليم أبنائنا اللغة أيا كانت وخصوصا الإنجليزية لغة العلم الحديث وقد أصبحت ضرورة في عصرنا الحالي ولكن ليس على حساب لغتنا فلكل مقام مقال.
حقيقة وصلتني رسالة ولم أفهم منها غير أرقام وأحرف ولم أستطع فك هذه الطلاسم وبعد الاستعانة بأحد أبنائي فهمت بأنّها أرسلت بالخطأ، واعتذر من هذا الهجين الذي ابتلينا به فعلمت بأننا قد وصلنا إلى تغيير الأحرف والكلمات فماذا بعد؟
يجب أن نعلم بأنّ هناك العديد من الدول العربية يتجاوز تعداد الأجانب فيها من غير الناطقين بالعربية عدد السكان وهنا قد نفقد هويّتنا أن لم نحذر ونحذر.
المدهش والمضحك المبكي هو أن يسمعك بعض الكلمات ثم يطلب منك (ذكرني بمعناها بالعربية) وهنا نقول له رحمك الله لم اكن أعلم بأن مدفن جدك وأبيك في واشنطن.
ختاما عزيزي الـ(cute) استميحك عذرا إن لم يعجبك هذا فعليك أن تردد (o my god)
ومضة:
الأولى تسمى تجربة، والثانية محاولة، والثالثة عليك أن تبحث عن عمل آخر.
للكاتب :عائض الأحمد