ليستْ محبَّة خالصة لوجه الله، وإنما طمعا في خدماته التى يُقدِّمها للجميع، فهو لا يعرف معنى كلمة: “لا، لا أستطيع”، وهو كما يقولون “بتاع كله”، فعندما تجد نفسك محتاجًا لدعم ستجده شاهدك، اسألوا هديان، ولن يتردد بتأكيد ذلك حتى على نفسه، فهو “حمَّال أسية” قدَّس الله سره.
رفيقُك في السفر، صاحب صاحبه، الأمور ماشية معاه، لا يُعاني من اكتئاب، أو إحباط، مفرفش على طول، لذلك هو مطمع لمحبيه، ومرافق دائم لهم، وينك يا هديان حاضر.
مُتحرِّر من كل القيود، وفي الوقت نفسه مع تغيُّر بسيط في الجغرافيا قد لا يتجاوز الكيلومترات مُصْلِح ومفسِّر وعالم من علماء الطبيعة، ومرشد في الصحراء، يهتدي بالنجوم لتحديد طريقه ووجهته.
هو لا يجد غَضاضة أو مانعًا طالما هذه هناك، ويختلف معك عندما تكون هنا، معاذ الله يا أهل منزلي.
له رأي في كل شيء، وقولان مختلفان حسب مكان تواجده وقربه أو بعده، فخصوصيته خط أحمر لا تقترب منها هنا، وعليك بما تشاء في أي مكان آخر.
شعاره في الحياة لا تسكت عن الحق يا أخرس.
ومنهجه اليوم وغدا، وما بينهما، متشابهان والفرق الوحيد نحن.
نوع نادر من البشر يحمل كل المتناقضات، ويجاهر بها، يخلط بين المباح وعصير التفاح، وله طقوس وحكايات توحِي لك بأنه الخليفة، ثم ينحدر حتى يخيل لك بأنك أمام فرعون.
يُنكر عليك المتعة البريئة، ويجادلك وكأنه نصير الشرف والعفة، ثم يبحث عنها برفقة الشلة، ويستمتع بها أيما متعة، ويعود إلى حالته هديان مفتى الشلة.
هذه الشخصية المتلوِّنة أفسدتْ كل ألوان الطيف، وجعلت من ربيع البسطاء محبيِّ الحياة صيفًا لا نهاية له.
حياته غالية، لكنه يدفعها دون رأيه إن اختلفت معه.
فيلسوف أوانه، أتعبتَ من سيأتِي بَعْدَك والله.
———————–
ومضة:
يَقُول أحدهم: “لا تجعل حياتك هدفا للآخرين، ثم تتذمر عندما تكون في مرمى سهامهم”.
للكاتب : عائض الأحمد