خيَّم الحزن على قرية “الشنانة” التابعة لمحافظة الرس بمنطقة القصيم بعد وفاة طبيب مصري قضى 16 عاما في خدمة الأهالي بمستشفى القرية، فيما أرسل الأهالي مندوباً إلى أسرته بمحافظة الإسكندرية (شمال مصر) لتكريمه وفاءً له.
واشتهر الطبيب الراحل هشام السيد عبدالجليل بالإخلاص في عمله طوال مدة خدمته بالبلدة، والحرص على صحة مرضاه وعدم الاكتفاء بالكشف عنهم، بل كان كثير المتابعة للحالات وتذكير أصحابها بمواعيد العلاج، وبذل حياته ومسيرته العملية لخدمة المرضى.
وقال المواطن عبدالرحمن صالح آل خليفة، الذي كلفه الأهالي بزيارة أسرة الطبيب المصري لتكريمه، وفقا لصحيفة “اليوم السابع”: “لقد رحل من كان يحمل هم مرضانا أكثر منا، كان يحرص علينا أكثر من أنفسنا فهو أبكانا برحيله كثيرا”، لافتا إلى أنه توفي في المملكة وشيَّع جثمانه 3 آلاف شخص.
وتحدث آل خليفة عن مناقب الطبيب الراحل، مؤكدا أنه كان يقضي في عمله بالمركز الصحي نحو 12 ساعة يومياً دون المطالبة بأي مقابل مادي رغم تقدمه في السن ومعاناته من أمراض مزمنة، مضيفاً أنه كان بارعا في تخصصه وتخصصات أخرى أهدى بها الحيارى الذين أنهكهم المرض ووجدوا صعوبة في اكتشاف دائهم عند متخصصين آخرين.
من جانبه، قال محمد صالح آل خليفة مدير مستشفى الشنانة، إنهم اكتشفوا كثيرا من الأعمال التي قام بها الطبيب هشام بعد وفاته، حيث كان يذهب إلى 18 مريضا لا يستطيعون الذهاب للمستشفى لتناول علاجهم، ولم يخبر أحدا بذلك الأمر، مبيناً أن الأهالي بادلوه ذلك الوفاء حيث رفضوا مغادرته المستشفى بعدما صدر قرار من وزارة الصحة بنقله إلى مستشفى آخر.
وأكد أنهم جاءوا إلى مصر وقاموا بزيارة أسرة الدكتور هشام وأعطوهم ما يعادل نصف مليون جنيه وفاءً له ولأسرتة، فضلا عن تقديم شهادات تقدير وشكر ووقف خيرى من أهل البلدة وفاءً له.