باتت ألعاب الفيديو تمثل اقتصاداً مستقلاً ضمن الاقتصادات التقنية، فقد أصبح الإنفاق كبيراً من قبل المستخدمين على الألعاب بكل أنواعها سواء كانت ألعاب الفيديو أو حتى ألعاب الهواتف الذكية، ومن أبرز الألعاب التي لاقت إقبالاً كبيراً من المستخدمين هي لعبة FORTNITE التي حققت أرقاما قياسية إلا أنها في الوقت ذاته جعلت الكثير من روادها عرضة لخطر الاختراقات وانتهاك الخصوصية.
وتواصل لعبة FORTNITE المطورة من قبل شركة EPIC GAMES مسيرتها في بلوغ الأرقام القياسية وتحقيق الإيرادات، حيث تم تصنيفها بحسب شركة SUPERDATA لأبحاث الألعاب كأفضل لعبة مجانية في العالم لعام 2018، ووفقا للشركة، فقد حققت اللعبة “فورتنايت” ما يصل إلى 2.4 مليار دولار من الإيرادات على مدار عام 2018، وأصبحت اللعبة بمنزلة ظاهرة تجذب انتباه مختلف الشركات المنافسة على مستوى العالم.
وأدى نمو عدد اللاعبين إلى نمو إيراداتها، حيث إن عدد اللاعبين في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) بلغ 200 مليون لاعب، ما شكل ارتفاعا بنسبة 60 في المائة مقارنة بأرقام شهر تموز (يونيو) التي أوضحت وجود 125 مليون لاعب.
ويأتي جزء كبير من عائدات اللعبة عبر عمليات الشراء داخل التطبيق، بما في ذلك شراء الشخصيات الجديدة والحركات الراقصة والإكسسوارات للشخصيات داخل اللعبة، حيث تبلغ تكلفة أغلى عنصر داخل التطبيق 130 دولاراً أمريكياً، وقالت الشركة إن 34% من جميع اللاعبين الأمريكيين اشتروا عنصر “تخطي المعركة” أو ما يعرف بـSEASON PASS، الذي يكافئ اللاعبين على اللعب خلال موسم، مع جوائز مثل التحديات الحصرية، إلى جانب أمور أخرى.
وتفوقت اللعبة على الألعاب المجانية الأخرى من حيث الإيرادات طوال عام 2018، وحققت الألعاب المجانية نسبة 80 في المائة من إيرادات الألعاب الرقمية في عام 2018، ونمت الألعاب والمنصات التفاعلية بنسبة 13 في المائة خلال 2018، وأدخلت FORTNITE تغييرات على الوضع الراهن عبر تحقيق FORTNITE BATTLE ROYALE أعلى إيراد سنوي لأي لعبة في التاريخ، كونها استحوذت على اهتمام البالغين والأطفال على حد سواء منذ إطلاقها لأول مرة في عام 2017.
في المقابل تهدد لعبة FORTNITE خصوصية الملايين من اللاعبين، وأشارت شركة الأمن الإلكتروني CHECK POINT إلى وجود خلل يسمح بغزو خصوصية اللاعبين الذين يلعبون اللعبة، وأن هذا الخلل يسمح للقراصنة، في حال استغلاله، بسرقة العملة الافتراضية V-BUCKS وشراء الإضافات وثم نقلها إلى حساب منفصل وإعادة بيعها.
كما أن هذا الخلل يسمح بقراءة محادثات اللاعب الخاصة مع أصدقائه، والتي يمكن استخدامها لاستغلال مالك الحساب، وغالبا ما يكون من الأطفال دون سن 18 عاما، وقامت الشركة المطورة للعبة بإصلاح الخطأ في نهاية الشهر الماضي، إلا أن الضحايا ما زالوا يعانون من تبعات هذا الخلل.
إلى أن الشركة المطورة قد قامت بتصحيح الخلل وتعويض المتضررين عبر توفير أسلحة جديدة داخل اللعبة، إلا أن الشركة أشارت إلى أنه من المحتمل استمرار الغزو المكثف للخصوصية ووصولها إلى مخاطر مالية واحتيالية.