البعض من الناس لايحلوا له الجلوس في المجلس إلا إذا تكلم عن الآخرين ،وذمّ فيهم بكلام ليس به شيئ من الحقيقة، لأن نفسه المريضة تخيل له ذلك ،بهدف إضحاك من في المجلس ، وإضافة جوًا من الفكاهة والمرح، متجاهلًا أن ديننا الإسلامي نهانا عن الغيبة ،والنميمة ، والكذب.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ((ويل للذي يحدث فيكذب ؛ ليضحك به القوم ،ويل له ،ثم ويل له.)) رواه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح.
وقال تعالى : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) غافر 19.
وامتثالًا للدين يجب أن نتقي الله حق تقاته ، ونراقبه في السر والعلن , لأننا نعلم أن الله يرانا و يعلم العين الخائنة وإن أبدت أمانة ويعلم ما تنطوي عليه خبايا الصدور من السرائر.
ومن هذا المنطلق: وعندما نسمع أحدهم يتكلم عن إنسان ،يجب علينا أن نأخذ على يديه ، ونوقفه عند حده ، ونقول له: اسكت، ولاتتكلم عن أي إنسان أمامنا ، وحينها سيحس بعظم جرمه في حق أخيه المسلم ،ويترك عنه التحدث عن الآخرين بكلام ليس فيه شيء من الصحة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ” ما صام من ظل يأكل لحوم الناس ” فشبّه الوقيعة في أعراض
الناس بأكل لحومهم. فمن انتقّص مسلماً، أو ثَلَم عرضه، فهو كالآكل لحمه حيًّا، ومن ٱغتابه فهو كالآكل لحمه ميتاً.
وقال الشاعر:
فإن أكلوا لحمي وفَرت لحومهـم
وإن هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لهم مَجْدا .
بقلم إبراهيم النعمي