شهدت المملكة العربية السعودية حدثاً تاريخياً في عالم الرياضة حيث استضافت للمرة الأولى بطولة الجولف العالمية لمدة ٤ أيام (٣١ يناير ـ ٣ فبراير٢٠١٩م).
وكما عوّدتنا، فقد شاهد العالم بأسره دخول المملكة البطولة العالمية للجولف بخطى ثابتة ومُبهرة حيث افترشت أرض نادي رويال غرينز للجواف في مدينة الملك عبدالله الإقتصادية بخضرتها ملعباً شاسعاً مجهزاً بمواصفات عالميّة ومرافق استثنائية ومركز تدريب عالمي.
بطولة السعودية العالمية للجواف
مع هذا الحدث التاريخي دخلت المملكة الى الساحة العالمية لرياضة الجولف مع أول بطولة عالمية للمحترفين، وتعتبر أحد المحطات الهامة للجولات الأوروبية للمحترفين، وهي بطولة عريقة ومرموقة عالميا، تأسست عام ١٩٧٢م، وشارك فيها الثلاثة المصنفين الأوائل في العالم إلى جانب ١٣٢ لاعبا من مختلف دول العالم. وقد شدّ هذا الحدث انظار الملايين حول العالم على التنافس المثير للوصول إلى موقع الصدارة في التصنيف العالمي، لا سيما بعد أن خطف الانجليزي جاستن روز صدارة التصنيف قبيل بطولة السعودية بأيام من الأمريكي بروكس كايبكا. ومن خلفهم كان الأمريكي داستن جونسون المصنف الثالث قبل وصوله إلى المملكة والذي غادرها مع لقب بطولة السعودية العالمية للجواف متفوّقاً على أقرب منافسيه الصيني هاوتونج لي. ونال جونسون الجائزة المالية المخصصة لصاحب المركز الأول ومقدارها (٥٣٥ ألف دولار أميركي)، من إجمالي الجوائز المرصودة للبطولة والبالغة (٣،٥٠ مليون دولار أميركي).
وقال رئيس الإتحاد السعودي للجولف معالي الأستاذ ياسر الرميّان “نحن فخورون باستضافة هذه البطولة العالمية، وسعداء بنجاحها على جميع الأصعدة، وخصوصاً مع الإقبال الكبيرعلى الفعاليّات المصاحبة للبطولة الذي فاق عدده عن ٣٥ ألف شخص، جاؤوا لمشاهدة منافسات الجولف العالمية والتعرف على هذه الرياضة الشيقة عن قرب، في متابعة دقيقة للتصويبات الرائعة وانتقال اللاعبين بين حفر التسديد وتسجيل النتائج والتقلبات في جدول الترتيب، سواء من داخل الملعب أو من على المدرجات المخصصة لمتابعة أكثر لحظات البطولة إثارة.”
وقد احتشد العديد في قرية الجولف العائلية لتجربة تحدي إدخال كرة الجولف في حفرة التسديد ومهارات التصويب مع كبار المدربين من نادي الجولف رويال غرينز. كما شاهدوا العروض الاحترافية، وتابعوا المسابقات الشيقة على مسرح الفعاليات، بالإضافة إلى المقابلات المباشرة مع نجوم البطولة، وأدق التفاصيل ونتائج المنافسة عبر الشاشة العملاقة.
هذا وقد تحوّلت منطقة الترفيه إلى المكان المفضل لدى روّاد البطولة للتعرف على تفاصيل الحياة الإجتماعية قديماً في منطقة الحجاز عبر “حارة زمان”، وخوض منافسات تحدي روّاد أعمال المستقبل في “متاهة مسك”، وملتقى رجال الأعمال تحت عنوان “استثمر في السعودية” برعاية من الهيئة العامة للإستثمار بحضور نخبة من كبار المستثمرين من داخل وخارج المملكة، والعرض الوثائقي عن “رحلة المرأة السعودية” وتاريخها وإنجازاتها في مركز المعارض والمؤتمرات في حي البيلسان، وكذلك حضور الأمسيات الفنية لأبرز النجوم العالميين الذين حضروا إلى المملكة لأول مرة، مثل النجمة الأمريكية ماريا كاري، ونجم الدي جي الهولندي العالمي تييستو، ونجم الغناء الجامايكي شون بول، كما أحيت الفنانة الخليجية بلقيس أمسية فنية رائعة.
وشرح الرميّان الهدف من هذه الفعاليات قائلا: “لقد حرصنا على استقطاب جمهور كبير إلى ساحة الفعاليّات حيث أقيمت بطولة الجولف وذلك بهدف إتاحة الفرصة لجميع شرائح المجتمع السعودي للتعرف على هذه الرياضة النوعية والمهمة جدا، ونتوقع أن نجني ثمارهذه الخطوة قريبا حيث سنعمل على نشر هذه الرياضة على مستوى المملكة.”
وأشار الرميّان “إن تنظيم البطولة السعودية الدولية لمحترفي الجولف أتى متماشيا مع رؤية المملكة٢٠٣٠ وبرنامج جودة الحياة الذي يسعى إلى تشجيع الرياضة ومشاركة المواطنين. وكشف الرميّان أن المرحلة المقبلة ستشهد تحقيق أهداف طموحة وضعها الإتحاد لبناء ١٣ملعبا في ١٣منطقة على مستوى المملكة، أي ملعب في كل منطقة، موضحاً أن عدد الملاعب الموجودة في المملكة حالياً محدود للغاية، وهي ٦ ملاعب للمحترفين (١٨ حفرة)، و٥ ملاعب رملية، و٣ ملاعب صغيرة من فئة ٩ حفر. وسوف تتنوع الملاعب الجديدة بين الفاخرة والعادية والصغيرة، وذلك في إطار سعي الإتحاد لجعل رياضة الجولف رياضة شعبية ومتاحة للجميع، رجال ونساء وأطفال وشباب ومواطنين ومقيمين، وهو ما سيتطلب أيضا التوسع في إنشاء أكاديميات لتعليم هذه الرياضة الجميلة، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الجولف عبر كافة وسائل الإعلام.”
أما عن نتائج البطولة، قال الرميّان “نبارك للأمريكي داستن جونسون حصوله على اللقب، كما نشكر جميع اللاعبين على جهودهم وعطائهم وحضورهم إلى هذا الصرح الجميل حيث تمت كتابة تاريخ جديد لرياضة الجولف في المملكة. وكذلك نحن فخورون بمشاركة ٣ من أبناء المملكة هم: عثمان الملا أول محترف سعودي، وسعود الشريف ١٨ سنة، وعبد الرحمن المنصور جنبا إلى جنب مع الأبطال الدوليين إذ كانت فرصة مهمّة جدا في مسيرتهم مع رياضة الجولف، متوقعا لهم مستقبلا باهرا.”
ومن جانبه، أبدى الرئيس التنفيذي للإتحاد السعودي للجولف السيد ماجد السرور فرحه لنجاح هذه البطولة على كل المستويات، وقال “نبارك للنجم العالمي داستن جونسون هذه البطولة والخطوة الرائعة في مشواره الإحترافي، ونتمنى حظاً أوفراً لكافة اللاعبين في البطولة، ونشكرهم على مساهمتهم الرائعة في وضع بصمة مفارقة لصناعة جيل جديد يتابع ويمارس وينافس مستقبلا بإذن الله. وأكثر ما أسعدنا هو ذلك الإقبال الكبير من الجمهورمن مختلف الأعمار، سواء لمشاهدة أحداث المنافسة أو الفعاليات المصاحبة. ويبقى الأهم هو الإهتمام مستقبلاً في تعلّم رياضة الجولف من قبل الصغار وإدراجهم في دورات تدريبية لصقل مهاراتهم في المستقبل”.
هدفا استراتيجيا ضمن رؤية المملكة ٢٠٣٠
يسجّل الإتحاد السعودي للجواف برئاسة معالي الأستاذ ياسر الرميّان نجاحاً كبيراً من خلال البطولة السعودية وذلك من خلال استقطاب أبطال وجمهور رياضة الجولف من حول العالم إلى أرض المملكة ليتعرّفوا على عمقها التاريخي، الثقافي، الإنساني، والإقتصادي، وليشهدوا على انفتاحها وترحيبها بكل شعوب العالم والتعامل معهم بكل رقي وحضارة. كما يعزز لديهم الثقة بإمكانيات المملكة من إنشاء منشآت رياضية وترفيهية على مستوى عالمي. فالهدف أن ينقل ضيوف المملكة الكرام رسالة المملكة الثقافية والرياضية إلى دولهم وشعوبهم.
أما من ناحية العائد الإقتصادي التنموي للمملكة، فكما يعلم الجميع أن هذا الحدث يعتبر رياضي ـ سياحي ـ إقتصادي. وقد نجح في استقطاب عدد كبير من السواح يضم اللاعبين الدوليين والمشجعين وممثلين عن أندية واتحادات الجولف في العالم الذين مكثوا في المملكة لمدة ٤ أيام، كما استقطب جمهوراً كبيراً من السعوديين وسائر الجنسيات المقيمة على أرض المملكة.
تساهم رياضة الجولف في التنمية الإقتصادية، فبناء منشآت خاصة بملاعب الجولف يستوجب مساحات شاسعة خضراء يتخللها تلال وبحيرات وجداول مياه تعطي إضافة جمالية لأي منطقة أو مدينة. ولهذا تستقطب ملاعب الجولف في العالم مشاريع عمرانية فاخرة وهذا سيعزز تنمية القطاع العقاري والعمراني في المملكة. وتصبح أندية الجولف وجهة سياحية وترفيهية لجميع المواطنين والمقيمين على أرض المملكة حيث سيتوفر مرافق خدماتية مثل المطاعم، مراكز التجميل، ومحلات بيع أدوات وألبسة الجولف، وغيره.
رياضة الجولف قديمة جدا، من قبل ٥٠٠ عام، وكانت مقتصرة على الملوك في اسكتلندا وإيرلندا. بعد وصولها إلى أميركا بسنين طويلة بدأت تشتهر هذه الرياضة وأصبحت معروفة لدى أفراد المجتمع. لهذه الرياضة الجميلة جدا منافع جمة على صحة البدن والعقل. فهي تساعد في حيوية الجسم حيث يتحرك اللاعب كثيرا في الملعب، وهي رياضة تمارس في الهواء الطلق مم يبعث على النشاط واكتساب فيتامين د من الشمس، كما تساعد على تنمية جوانب مهمة في شخصية اللاعب كزيادة التركيز، الدقة في العمل، الإنضباط والمحافظة على الهدوء بالرغم من الحماس أو التوتر أحيانا لإحراز الهدف.
