أكد الباحث في القضايا الاجتماعية والأسرية خالد الدوس، أن إدمان الأطفال للأجهزة الإلكترونية يمثل خطرًا عليهم، كما يؤثر على النسق الأسري للعائلة.
وقال الدوس وفقآ لـ «عاجل»: «إن مجتمعنا الفتي يعيش انفتاحًا معلوماتيًّا، وتحولاً ثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا رهيبًا.. يشهده نسيجنا المجتمعي بسبب وتيرة التحديث والمعاصرة التكنولوجية التي ألقت بظلالها على واقع النسق الأسري وبنائه» مشيرًا إلى ظهور دور الإعلام الاجتماعي الجديد عبر مواقع التواصل، بثوبه التقني، والألعاب الإلكترونية؛ لتواجه الأسرة تحديات ثقافية كثيرة في قالبها الرقمي وظواهر اجتماعية خطيرة تهدد سلوك وثقافة ووعي الأطفال.
وأضاف الدوس، أن هذه التأثيرات الوبائية غزت عقول وعواطف وخيال وسلوك بعض الأطفال ناشرة أذواقًا وقيمًا وعادات شاذة بما يسمى «الإدمان التقني» للألعاب الإلكترونية، منوها بأن الأجهزة والألعاب المختلفة أصبحت في متناول مراحل عمرية معينة، وتحديدًا لدى فئة الأطفال والمراهقين الذين يقضون ساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، يعيشون عالمهم الافتراضي بتفاعل غير عادي يهدد اتجاهاتهم السلوكية والأخلاقية والنفسية والاجتماعية والعاطفية والانفعالية والعصبية والصحية والفكرية.
وبيَّن الباحث في القضايا الاجتماعية، أنه مع ارتفاع معدل «الإدمان التقني» واتساع دائرة التعاطي في هذا العالم الافتراضي أقرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) وضع «الإدمان على الإنترنت» ضمن قائمة أنواع الإدمان المعروفة التي تتطلب العلاج، لافتا إلى انه بقدر ما للأجهزة الإلكترونية من إيجابيات وفوائد كالترويح عن النفس، وتنمية المدارك، والمهارات، بتعامل متزن وواع، إلا أن تجاوز هذه الممارسات حد الاعتدال يحولها إلى حالة من الإدمان الرقمي، ذي آثار خطيرة على السلوك وثقافة الأطفال والمراهقين.
واستكمل الدوس: إن إحدى الدراسات المتخصصة كشفت أن ادمان بعض الألعاب والأجهزة الإلكترونية، ومشاهدة العنف عبر التلفاز، يعلِّم الأطفال والمراهقين أساليب ارتكاب الجريمة والعنف والعدوانية والكراهية والانتقام، كما أن للحالة الإدمانية الرقمية آثارًا اجتماعية، قد تصل إلى إصابة الطفل بعزلة ووحدانية واغتراب اجتماعي، وتزايد معدل الانفصال عن الواقع ليصبح خجولاً، لا يجيد الكلام والتعبير عن نفسه، ويعاني خللاً وظيفيًّا في علاقاته الاجتماعية والتفاعل، مشددا على مخاطر الآثار النفسية والصحية والتربوية التي كشفتها الدراسات العلمية.
واستدل الباحث الأسري، بدراسة أمريكية، أظهرت أن ألعاب البلايستيشن يمكن أن تؤثر في الطفل؛ فيصبح عنيفًا فكثيرًا مما يعرف بألعاب (القاتل الأول) الإلكترونية تزيد رصيد اللاعب في النقاط بتزايد عدد قتلاه، وبالتالي من الممكن أن يكتسب الطفل سلوكيات إجرامية معادية وأفكارًا هدامة.. ولا نستغرب أن يصبح القتل عنده أمرًا مقبولًا.
وأكد الدوس أنه ينبغي رفع سقف الوعي الأسري والرقمي بتعزيز دور الرقابة على الأبناء، وعدم تركهم ساعات طوالاً أمام شاشة الأجهزة الإلكترونية وألعاب الفيديو، ومتابعتهم أثناء استخدامهم المواقع الإلكترونية، مشيرا إلى دور المؤسسات الدينية والإعلامية والتربوية والتعليمية والأمنية في تحقيق الأمن الفكري والأخلاقي، وتوعية المجتمع بخطورة استغلال المواقع الإلكترونية والألعاب من أرباب الفكر الضال في التأثير على صغار السن، ومحاولة جرهم إلى بيئتهم الفاسدة من جهة، فضلًا عن التأثير على الصحة النفسية والاجتماعية والبدنية والعاطفية للأطفال والمراهقين حال الافراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية.