يقال بأنّ فلانا أوصى من بعده فغفر الله لنا وله وجزاه عنا خير الجزاء؛ ولكن هل وصيته كتاب مقدس على من خلفه أن يعمل بها ويلتزم بما قال هذا الرجل الحكيم وينتابه تأنيب الضمير إن فرط فيها.
وهل قول الشاعر (تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعنَّ تكسُّراً… وإذا افترقَنّ تكسّرتْ آحادا) ينسجم ويتفق مع عصرنا الحالي وعلينا أن نكون تلك النسخة المكررة المجتمعة خلف حكيم قالها في زمن محدد يتفق مع مقولته.
لست هنا محرضا على العمل الجماعي أو انتقصه فأنا من مدرسته وأفضله؛ ولكن ليس بالضرورة أن أنجح من خلاله فربما التحرر والفردية تعطيك مساحة أكبر وحركة اشمل وقرارًا أسرع يتطلبه موقف آني.
الفردية الطاغية على العمل ليست أكثر ضررا من عمل جماعي يفتقد روح المسؤولية بين هذا وذاك وكلٌّ يتنصل من فعلته في حال الفشل.
العائلة المترابطة الملتزم أفرادها بنظام يؤسس لعملهم الجماعي في عصرنا الحالى لن يخرج عن العلاقات العامة بشكل أسري فقط.
فهي تمارس الفردية الخاصة من خلال حياة يومية وممارسات فعلية ولكن بغطاء اجتماعي ينطوي تحت المسمى العائلي احتراما لتقاليد معينة كانت ملزمة للبعض في أوقات سابقة وأتى جيل يرفض كل تلك الوصاية ولكن على استحياء.
ومن أراد أن ينظر لسخرية القدر فعليه أن يسأل كبيرهم من أعطاك الحق أن تتصرف فيما أؤتمنت عليه.
سعادتك لن تدوم باسم جماعة أنت فيها فرد واحد تستغل مجموعة كانت قاصرة مبعدة تنشد فضلا منك يحول به الحول في نهايه كل عام.
رحم الله كبيرنا فهو من قال لك يوما قف هنا وكل هؤلاء معك وخلفك داعمين وعندما تعاظمت الدنيا خليت بهم وأنكرت مراد كبيرهم.
وصيتي لك خارج المألوف فأنت لن تستطيع العودة ولن يمضي بك الزمان إلى أكثر مما فعلت فكن يوما أنت ولا تكن كل الأيام هم.
الصغير سيكبر يومًا ومعه تكبر الأماني وتتحق الأمنيات فكن جزء منها ولا تكن شاهدا عليها.
العجيب ليس ما لا نقتسمه إنها أخلاق نتحلى بها فيذهب المال إلى خزنتك وتذهب الأخلاق إلى حضرتنا.
لو لقيتك يوما سأقول لك هل هذا عهد ما كان بينكم أم نزوة ذات وحب مال اجتمعت فكان مفردها أنت.
ومضة:
عهدا قطعته على نفسي بأنه مني وأنا منه..
ليس ضعفا بل تسليما بأمر من أوصى.