جذبت الحرف اليدوية في منطقة القصيم اهتمام السياح من خلال زيارتهم لمراكز الإبداع الحرفي بالمنطقة بغية رؤية الموروث الشعبي لتكوين صورة واقعية عن القيمة المهارية والفنية التي كان يتمتع بها الأجداد ، والقدرة على الابتكار بالرغم من قسوة الظروف ، وقلة الإمكانيات ، وكذلك الإطلاع على تطوير المنتجات الحرفية التي تحاكي الإستخدامات العصرية.
حيث تحتل الحرف اليدوية والصناعات التقليدية مساحة واسعة من التراث القصيمي يعتمد فيها الحرفي على مهاراته الفردية الذهنية واليدوية ، باستخدام الخامات الأولية المتوفرة في البيئة الطبيعية المحلية من أدوات خشبية ونحاسية ، وأواني إعداد الأكل ، ومنتجات النخيل المتعددة والمختلفة ، من حصائر ومفارش للأكل ، وسُفر ومراوح للتهوية ، وأحذية ، وغير ذلك من الحرف اليدوية والمهارية ، فضلاً عن المقتنيات التراثية والموروث الشعبي.
وأوضح مدير عام فرع هيئة السياحة ,والتراث الوطني بمنطقة القصيم إبراهيم بن علي المشيقح أن مراكز الإبداع الحرفي وماتحتويه من محلات ومعارض للحرف اليدوية تعد تجربة حية ومثالية لعرض نماذج من الصناعات التقليدية والمنتجات الحرفية المميزة ومراحل إنتاجها ، مؤكداً أن المركز ساهم وبشكل فعلي في ترسيخ الفخر بالهوية الوطنية ، وتعميق قيم التواصل والانتماء للمجتمع ، بالإضافة الى تطوير قدرات الحرفيين ونقل الحرف التقليدية إلى الجيل الجديد مع رفع مستوى الجوده في المتتجات الحرفية .
فيما أوضح عبدالرحمن اليحيى مهتم في التراث ومالك متحف اليحيى أن الحرف اليدوية والموروثات طفت على السطح ، جراء الأنشطة السياحية ، والمهرجانات التراثية ، والمتاحف العامة والشخصية ، ومراكز الإبداع الحرفي التي بادرت بها الهيئة العامة للسياحة ، فهي تبرز جانبا هاماً من التراث الوطني ، ومن شأنها أيضاً إظهار كنوز الأباء والأجداد من الإبداع في الحرف .
وقال تنعكس أهمية الحرف والصناعات اليدوية في أنها تدل على جوانب الهوية الوطنية للدولة المنتجة للحرف والصناعات اليدوية، ويمكن أن تحقق المملكة مكاسب مادية رائعة من اهتمامها وتدعيمها للحرف اليدوية ، حيث إن حجم التجارة العالمية للحرف اليدوية والتقليدية بالمليارات ، لذا فإن الصناعات اليدوية من أكثر القطاعات التي تستفيد من تزاحم السواح على اي بلد كان ، وتعمل بعلاقة طردية مع السياحة.