في يوم المرأة العالمي الذي يصادف يوم 8مارس من كل عام أوجه تحية لكل إمرأة عظيمة وقفت خلف بناء مجتمعها وقفة عظيمة وقامت بتربية الأجيال تربية عظيمة وساهمت في رفعة وبناء مجتمعها و أسرتها ووطنها.
ونحن نعرف أن أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي قد عقد في باريس عام 1945. ومن المعروف أن إتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية وفيه أقروا هذا اليوم للمرأة .
ولكن الإسلام سبقهم في الإحتفال بالمرأة عندما حثنا رسولنا الكريم صلى اللّه عليه وسلم على محبة وتكريم الأم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ -يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك[1]. متفق عليه.
فالمرأة هي أساس تكوين الاسرة فإذا صلحت المرأة صلحت الأسرة والمجتمع لأن المرأة لها إنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية
وما هذا الاحتفال الذي يقام يوم 8مارس من كل عام إلا دلالة على احترام وتقدير وحب المرأة .
والقرآن الكريم حث على البر بالوالدين والأحسان إليهما هو تكريم للمرأة التي هي أساس المجتمع.
والدول الكبرى تحرص على المرأة في هذا اليوم وعلى أن تأخذ إجازة في هذا اليوم.
ولكن الإسلام قد سبقهم بالف وأربعمائة وأربعون عام في الإحتفال بهذه المناسبة عندما حث الإسلام على إحترام وتقدير وتكريم المرأة فجعلها تجلس في بيتها مصانة مكرمة والكل يخدمها أبيها وزوجها وإخوانها.
المرأة لدينا معززة ومكرمةوتعمل في بناء وطنها وتشارك في التنمية خصوصاً وإنها نصف المجتمع بل هي كل المجتمع فهي الأم والأخت والزوجة والعمة والخالةقال الشاعر :
الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق»
عن ابن عبَّاس – رضي الله عنهما – قال: “كان الرجلُ إذا مات أبوه أو حَمُوه فهو أحقُّ بامرأته، إنْ شاء أمسكها، أو يحبسها حتى تفتدي بصَداقها، أو تموت فيذهب بمالِها”. وكانتِ المرأة في الجاهلية تُمسَك ضرارًا للاعتداء، وتُلاقِي من بعْلها نشوزًا أو إعراضًا، وتُترك أحيانًا كالمعلَّقة. وكان أحدُهم إذا أراد نجابةَ الولد حمَل امرأته – بعد طُهْرها من الحيْض – إلى الرجل النجيب كالشاعِر والفارس، وترَكها عندَه حتى يَسْتَبِينَ حملُها منه، ثم عاد بها إلى بيتِه، وقد حملتْ بنجيب//انتهى.
فالإسلام أول من احتفل وأكرم المرأة لأن المرأة في الجاهلية كانت تدفن حية وكانوا يحبون إنجاب الأولاد ويكرهون إنجاب البنات.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ، ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ).
و الإسلام جعل المرأة شريكة للرجل قال تعالى ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيرا ونساء﴾ (سورة النساء الآية 1) ويقول كذلك ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾
بقلم إبراهيم النعمي