بعد قرابة شهرين من استشهاد الوكيل رقيب أحمد قادري مجرشي، أفرجت الأجهزة المحمولة الخاصة بزملائه عن مقطع فيديو يكشف إقدام الوكيل رقيب أحمد المجرشي على أحد مواقع الاشتباك الحدودية بالحد الجنوبي وهو يردد نحن “ذهبنا فداءً للدين ثم المليك ثم الوطن”، وهو ما يكشف المعنويات العالية التي يتمتع بها جنودنا البواسل .
وفي التفاصيل، روى ماجد مجرشي تفاصيل عن آخر أيام حياته قائلاً: الشهيد بإذن الله وكيل رقيب أحمد قادري محمد عياشي مجرشي من سكان منطقة جازان محافظة الحرث (قرية الدفينية) أسد من أسود السنة الذين لبوا النداء لنصرة الإسلام والمسلمين وتحطيم مخططات وأحلام الدول الطامعة في بلاد الحرمين، ومنها إيران وقطر وغيرهما من الدول التي تحمل الحقد على المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين مهبط الوحي قبلة المسلمين، فالحمد لله أحمد كان من أوائل المرابطين على حدود المملكة العربية السعودية .
وأضاف: مر أحمد بظروف مرض والده، وكان أحمد في هذه الفترة يحاول جاهداً إرضاء الجميع، فكان خادماً ومطيعاً لوالديه ويلبي احتياجاتهما، ويحاول تقديم ما في وسعه في خدمة دينه ووطنه، فكان يحاول أن يجمع بين رضا والديه ورضا ربه تجاه دينه ووطنه والحمد لله الذي وفقه إلى هذه الأعمال.
وتابع: لم تمض إلا أيام وجاء الإذن للوالد بالخروج من المستشفى من مدينة الملك فهد الطبية بالرياض بتاريخ 15 جمادى الأولى ١٤٣٩هـ وإكمال العلاج في المنزل والمراجعة بعد فترة للمستشفى لمتابعة الحالة .
وأكمل: عاد أحمد إلى جازان وأخبر قائده المباشر بأن الوالد أعطي خروجاً من المستشفى والآن أنا جاهز للعودة إلى ميدان العز والشرف، فكان الرد من رئيس رقباء السرية بأن رتب وضعك يا أحمد في هذا الأسبوع وداوم معنا يوم السبت 24 جمادى الأولى فكان رد أحمد بإذن الله .
واستطرد: فِي يوم الجمعة 23 جمادى الأولى، وبعد الانتهاء من صلاة الجمعة اجتمعنا على وجبة الغداء، جميع العائلة بوجود أحمد ولم نكن على علم بأن هذا آخر يوم يجمعنا بأحمد، وبعد صلاة المغرب ودعنا أحمد كعادته إلى الذهاب إلى نجران ليكون في الصفوف الأولى مسانداً زملاءه في الدفاع عن مقدسات هذا البلد، بلاد الحرمين، فبعد وصوله إلى مقر عمله يوم السبت 24 جمادى الأولى لمواقع عمله الأمامية ومكث يعمل طوال الليل.
واختتم قائلاً: إنه ذهب إلى صلاة الفجر وبعد الانتهاء من الصلاة لم تمر إلا لحظات وشن عليهم العدو هجوماً من جميع الاتجاهات تبادل معهم أحمد وزملاؤه إطلاق النار، وحينما كان أحمد يرمي على العدو القنابل اليدوية ليقتل أكثر عدد منهم، فيما وجّه أحد القناصين سلاحه على صدر أحمد فأصابته رصاصة العدوان الحوثي واستشهد بإذن الله.
عام