ما أعظم ما نسمع من القصص التي تكللت بالموافقة على طلب المتكلم ولعل أشرفها و أنداها ذكراً الأحاديث الشريفة التي تدل على كرم الله بقبول المسألة و سخاء العطاء ومن ذلك الشفاعة الكبرى و ما دار بين الإله الخالق سبحانه و هذا النقيب المدني الصحابي عبدُالله (أبو جابر) الذي وهب نفسَه وأهله وماله في خدمة النبي و دين هذا النبي حتى كان أبو جابر من المُجاهدين الذين تركوا خلفهم ذريةً ضعافاً ، و سار في عداد الشهداء و قال له ربه ” ياعبدي سلني أعطيك”
و قد ذكرت سير وتراجم الرجال أن ابو الحارث سأل عن إبله أبرهة الأشرم فأعطاه إياها و استاقها منه ، و من تلكم القصص ما ورد عن الإدباء و الشعراء
حيث يقول الأصمعي :
أنا الأديب الألمعي
من حي أرض الموصلي
وقد أعطاه الخليفة ما سأل ؟!! وهذا رد الاصمعي حيث قال: ان تعطي الشعراء جوائز على قصائدهم سواء كانت من نقلهم او من نظمهم
فقال الامير : لاباس نجيزهم , فرد الاصمعي المال الذي كان قد اخذه.
هذا هو حال الشرفاء و الأدباء يسألون للمخلوقين ولا يكتنزون لأنفسهم ،
أحداث جسام للمروءة العربية في تاريخها القديم و في وقتها المعاصر ضمضمها بين جناحه الإعلام الحديث و منها على سبيل المثال لا الحصر طلب سلطان ابن مهيد من ولي العهد للقبائل النازحة ) أو أي حدث شبيه و مقارب له في أي منطقة لمناطق المملكة العربية السعودية ونثمن بكل ولاء ومحبة و رضى دور ولاة الأمر بسرعة الاستجابة لمثل هذه الجاهات الشاملة والحميدة ،
فهل سنجد ذلك عند أهل الجاه و اللحظة الذهبية ، يطلبون للناس حاجاتهم العامة
إن جلاء التعبير و التفاعل مع متطلبات الناس تحتاج سرعة بديهة وتمثّل بقول:
سيذكرني قومي إذا جد جدهمُ
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فهل لنا بمستجاب الدعوة يسخرها لمنفعة العباد ، وهل لنا بأديب ٍ أو صحفي يقال له : “تم” ، وهل لنا بمهاب الجناب فيطرق لنا سمعه ” ماذا تريدون” ، نِعمَ الصاحب والخليل و البطانة الصالحة التي تبحث عن الخلل و المتأخر عن النجاز من الأعمال ، وتسمع في الرخاء حوائج العامة فتقدمه للمسئولين بدون شكاية و لا غموض لعين سموه و مقامه الكريم ، في أوقات يحلو بها السماع و يرتاح بها المنهك من عناء الدوام الرسمي ، هذا “النديم الذي أدام الله فضله ” محل اهتمام واحترام و أدب يعرف الحاجة بحلوها و مُرها ، يعرضها بدون افتراء ولا كذب ، لايرجو نائلة و لا يخاف غائلة ، صدوق ٌ مصدق لا يعرفه العامة ، و سر اميرنا المحبوب .ربط الله على قلبي وقلبكم وأن يكون الكلام جميلاً وهادفاً ومقنعاً بلاشك نعلم أن الحمل ثقيل و الجميع يرجو أن تشمله بشرى رسولنا الكريم خير الناس أنفعهم للناس ، وكلنا ذاك .
ونختم بأن الخليل يتبع خليله نادى المصطفى: (ادفنوا عبدالله بن عمرو، وعمرو بن الجموح في قبر واحد؛ فإنهما كانا في الدنيا متحابَّين مُتصافِيَين ”
احبكم الله و حبّب بكم خلقه
للكاتب – لافي الرويلي