ماذا لو كنت فعلت!.. هى العودة للخلف، وهذا يفقدك التركيز في مخاطبة المستقبل ومجابهة الأقوياء ثم البكاء على الأطلال وندب الحظ تارة، وظرف المكان والزمان تارة، هو ما يجعلك أحد سكان جزيرة ماذا لو!!
من أبرز صفاتها ككل الجُزر مُحاطة بالاتكالية من جميع الجهات يسكنها المحبطون، ولن يستطيع الخلاص والعبور إلا من يُجيد السباحة في بحر الحياة المتلاطم، ويهوى الإقدام والمغامرة، ماذا وإلا سيبقى محاطا بأفكاره المحيطة، يعيش على خُشاش الأرض وما تجود به السماء، متسولا يرفع يديه طالبا من يعينه من بني جنسه على قلة وعيه وسوء تصرفه.
الحياة ليست نظرية خاصة تستطيع تطبيقها بناءً على ما حدث لك، فهذه تجارب “شخصية” لا يُمكن أن تجعل منها نظامًا يسير عليه الجميع، ولكن من معايشة الغير أرى طريقي، وتُفتح أمامي الأبواب الموصدة، وأنتزع ما يليق بي، فأنا أكثر الناس عِلما ودِرَاية بمن أكون وإلى أين سأصل.
التذمُّر واستجداء العَون يقللان من قدراتك، ويجعلانك حبيسَ فرجٍ ربما يأتي وربما لا.
هلَّا تعاظمت يوما فقلت أنا أكبر قدرا وقدرة، أم استسهلت الحياة وطلبت وُدَّها مُبكرا دون جهد أو تعب أو سعي.
المثالية.. وما أدارك ما هي!
ماذا لو كُنت أنت دون إظهار تلك المثالية الزائفة المصطنعة، وتصالحت مع نفسك أولا.
بعض النُّخب، أو من يَرى نفسه نخبويًّا، يعيش في زنزانة أفكاره، ويُشعرك بتلك الحالة المتشنجة في إطار أنا هنا وأنا القدوة ولى القدرة على التأثير، فينطبقُ عليه “بئس ما أنت عليه، ألم يكن حالك أقرب للناس أجمل!!! من كل هذا السجن الذي خلقته لنفسك”.
المدهش أن البعض منهم يعتقد بأهميته وهو يسكن حيًّا منذ عشرين عامًا لا يعرفه فيه أحد حتى أقرب جيرانه وكأنَّه أقرب للموت منه إلى حياة.
ماذا لو كنت أقوى وأكثر شراسة، لخضعتْ لك الرِّقاب خوفًا وطمعًا فيما لديك، وكأنَّ الأخلاقَ لا خَلاق لها اليوم كما تَعلمنا صِغَارا، لا تبكي، وإنما خذ حقك بالقوة يا بطل.
——————-
ومضة:
“ابن البواب دكتور، وابن السائق مهندس، وابن الفلاح وزير.. عندما تُعطي من نفسك وجهدك وراحتك لمن يستحق”.
alahmed12345as@gmail.com