التاريخ يسترجع نفسه لمن عقل أحداثه و أدرك بحنكته ما ستأول اليه الأحداث المشابهة ففي غزوات الرسول نكتشف رجالاً و نساءً و أبطالاً و مميزين لغرض ما ، ففي معركة بدر اكتشف المؤمنون أن حب الدنيا و القوة الإقتصادية ليست هدف الإسلام بل هدفه رفع كلمة التوحيد وتحبون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ، وعلموا أن الحرب لصاحب الحرب و الفطنة و الذكاء والمكيدة وليست للقائد المنفرد برأيه ، وأن القائد المحنك يستمع للنصيحة و أهل الخبرة ، أهي الحرب و المكيدة يارسول الله أم أمر أمرك الله به ، قال صلى الله عليه وسلم “بل الحرب و المكيدة ” قال فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس !
حدث هذا في رمضان وتم تصحيح مسار القوة و أن المسلمين لهم شوكة في الحرب كما أنهم أهل خطابة في الشعر و المقال ، وفي معركة أحد تعلم الصحابة خطورة تأثير كلام المنافقين عاليمي اللسان حيث إنكشف المنافقون و المرجفون و كادت الكلمات الرنانة المدهونة بالحنكة أن تؤثر على طائفتين من الأنصار ” ماندري على مانقتل أنفسنا ايها الناس ” بهذه الكلمات انسحب ثلث الجيش عن النبي ناهيك عن ترك الرماة أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونزولوا لجمع الغنائم ، و الظفر بنصيبهم حتى أزهقوا بطمعهم أرواح الصحابة و قتل عم رسول الله حمزه بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وحدث في غزوة احد درس على الهداية و أن عدو الأمس سيكون صديق اليوم و أن الله إذا أحب عبداً غفر له وهاهو عمرو بن العاص وخالد بن الوليد و هند بنت عتبة التي قتل اخوها وابوها ومع ذلك أصبحت مجاهدة في صفوف المسلمين في معركة اليرموك ، وفي غزوة خيبر حدث أمر عظيم واكتشف المسلمون رجلاً يحبه الله ورسوله ، إنه علي بن ابي طالب ، و في هذه كفاية ماحدث
الله يقلب الليل والنهار و الأيام دول و التاريخ يعيد نفسه لمن عرف قراءته . فرمضان شهر القوة الإسلامية … عاش الوطن عزيزاً و قوياً
للكاتب | لافي هليل الرويلي