عندمَا يتعلَّق الأمرُ بما لا يُصدق نسمع من يقول “فيلم هندي”، وكأنه الفيلم الوحيد الذي يقدِّم هذه المشاهد الخارقة للعادة؛ فكم من فيلم هندي مرَّ علينا مرور الكرام وبعضنا يُصنِّفه تحت مسميات الإبداع والخيال العلمي والإخراج العالمي، وقل ما شئت، المهم أن يكون عالميًّا بعيدا عن الهند.
كمتذوِّق ومُتابع عربي، أجد ما تُقدِّمه السينما الهندية أقرب لنا، ويمثل بعضا من أحوالنا وتعايشنا وروح العائلة التى تُميِّزنا عن غيرنا، فأنت ترى الأسرة بطبيعتها، والشارع الذي لا يختلف كثيرا عن مشاهداتك اليومية، وزد عليه تلك الروح البسيطة الخالية من تعقيدات الحياة (وبرستيج) ما نحن عليه هنا.
في وقت مضى، كُنا نتسابق على ما يُقدم لنا من السينما الهندية، والآن تجد من يتحرَّج إن سألته ما هو آخر فيلم هندي شاهدته!!!
أول فيلم شاهدته في حياتي هندي، وما زلت إلى الآن أذكر كل تفاصيله، وتلك الحظات التى أدهشتني، وتفاعلي معه بشكل غريب تستدعيه ذاكرتي، رغم شيخوختها الحالية؛ إعجابا وذكرى حتى بتفاصيل ذاك المقعد المهترئ الذي كنت أجلس عليه، ولا أعلم ما هي العلاقة بينهما إلى الآن.
هل تعتقد بأنَّ مليار مشاهد حول العالم لم يجد شيئا يُضيفه له هذا الفيلم الذي ننعته بالهندي تجاوزا لعدم مصداقية أحداثه كما نظن، أو لم تحلُم يوما بأنك رجل خارق تفعل ما عجز عنه الكثير؟! الفرق هو أن تشاهد حلمك صوتا وصورة.
ليست مشكلته أن تفهم بأنَّ البطل مات في المشهد الأول، هو يقول الأبطال أحياء “لا يموتون”.
هذه ليست دعوة لحضور فيلم هندي قادم، فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع… ولكن، على موعد قادم مع فيلم هندي ربما يكون أبيض وأسود إن لم يكن صامتا دون رتوش.
————————-
ومضة:
للهروب أوجه أخرى، ليس من بينها النظر للخلف.
للكاتب : عائض الأحمد