ينتاب البشر عموماً شعور بتوجس الخطر أو حلول قارعة تحل قريباً من دارهم ولا يجد لذلك الشعور تفسير أو علم يستند اليه ، و هذا من الأمور التي فطر البشر عليها و يسميها البعض الحاسة السادسة ، و يتعلمها البعض و يحكم زمامها و يسمونها الفراسة ، و يدرسها البعض و يسمونها سياسة .
وتهب للبعض و يسمونها البركة.
إن شعور التآلف الذي يجذب الفتاة للشاب و الشاب للفتاة فينتج عن ذلك رباط الزوجية هو ممالا يمكن تفسيره ويربط بالحاسة السادسة للحب ، فيولد حب يشجع الطرفين على السكن و المودة مستقبلاً ، وقد روي عن خلقٍ كثير قصص عن توجسهم لمخاطر وقعت أو كوارث كادت أن تحصل ولكن الله سلم و فضل ذلك يعود الى الله ثم توجسهم الصحيح و السليم . و يعرف ذلك الشعور العسكريون و الساسة المحنكون ،وقد ينزعج المرء من يومه و يتوجس خيفة وهو لايعرف سبب ذلك و يستعيذ بالله من ذلك فلا يصيبه إلا ماكتب الله له ، و يفقد في ذلك اليوم شخص عزيز أو مقتنيات تعز عليه . وبعض الناس يتوقع من القادم لزيارته فيجده على الباب !وبعضنا يستشعر في أوقات الإختبارات بأن بعض الأسئلة هي التي يركز عليها و تكون من ضمن الأسئلة ، و لايجهد نفسه. و بعض النساء تشعر بما يعكر صفوها و هي لا تتكلم ، فتضّيق على زوجها و أهلها ، وتصدق في توقعاتها .
و بعض الناس يتحدث بكلمة فيضرب القدر له منها نصيب ، ومن ذلك ما دار بين نساء عبيد بن الحمارس و خوفهن الخفي من الجن
فقالت خوله :
أرى بلدة قفراً قليلاً أنيسها
وإنا لنخشى إن دجا الليل أهلها
وقالت له الرَّباب:
أرتك برأيي، فاستمع عنك قولها
ولا تأمنن جن الغريف وجهلها
وقد وقع ما كانتا تخافان منه ، وقد تسمع من بعض الناس ” كنت حاس إن الموضوع خطير” و هذي كلمة تدرج ضمن التحليلات لمابعد الحدث و لكن كان لديه حدس لم يستمع اليه و لم يسمع به أحد ، وهذا الذي نفتقده !! حكماء و عدلاء يحتاج المجتمع لإسهاماتهم في تخفيف وطئة الكوارث و ايجاد الحلول ، وكما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول.: ” من لم ينفعه ظنه (حدسه) لم تنفعه عينه”. فالكيس من أتعض بالناس و تجاربهم و استفاد من القدرة الربانية لقراءة الأمور ، وهي الرؤية الذهنية و الإستشراف للمستقبل ، وهو سبيل المبدعين .
كتبه من عمق الكلمة
لافي هليل الرويلي
المشاهدات : 59487
التعليقات: 0