امتلأت ساحات المسجد الحرام بقصص الوفاء، والبر والإحسان بين حجاج بيت الله الحرام من الرجال والنساء والشيوخ والشباب من كل الجنسيات، حيث يجتهد كل منهم بطريقته للوفاء لآخرين وردّ الإحسان إليهم.
ومن القصص المؤثرة بين الحجاج زوجة تدعى أنوار ملك في الـ55 من عمرها تدفع عربة زوجها الحاج محمد ملك (وهما أمريكيان من أصول بنجلاديشية) البالغ من العمر67 سنة لعجزه عن المشي، وتقول إنها عاشت معه أجمل أيام حياتها وكان لها كالأب والأخ والصديق، مبينة أنها اليوم فخورة بمرافقته في رحلة الحج ودفع كرسيه المتحرك بنفسها.
أما الحاج الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس، وأحد رموز العمل الخيري في مصر، البالغ من العمر 94 سنة، قدم الكثير من أعمال الإحسان والخير، حيث أنشأ مدينة للأيتام تضم نحو 100 وحدة سكنية، فبعد أن خدم الأيتام وذويهم طوال سنوات مضت وجد من يرد له هذا الإحسان، حيث تكفل أحد الحجاج القادمين معه بخدمته خلال رحلة الحج، وذلك لأنه ليس لديه أبناء وبنات ليقوموا بخدمته.
بدوره، حرص الأربعيني عماد الدين فضل الله من ولاية النيل الأبيض بالسودان ويقيم بالمملكة، على مرافقة والدته الثمانينية لأداء طواف القدوم، ومرافقتها داخل الحرم المكي ليعرفها على معالمه، ودفع عربتها بنفسه على الرغم من أن حملة الحج المتعاقد معها ملزمة بتوفير من يدفع عربة والدته، مبيناً أنه كان ينوي مرافقتها في كل مناسك الحج لأنها تجد الراحة معه، ولكن الأنظمة والتعليمات لا تسمح له بذلك.