دعوا الأمر لأهله، ربما نتفق على ذلك، فليس الجميع على علم ومعرفة بكل ما يدور حوله، ولكن ماذا لو كان ذلك يهُم أغلب؟ فمن منا لا يهتم لأمر أبنائه وتعليمهم وأى الطرق أفضل وأجود بغية الوصول إلى المراد وتحقيق الأمنيات.
هنا أتمنى من مسؤولي التعليم الأخذ برأى الأسر فيما سيقدم لأبنائها حتى لو كان “استبيانًا” مقننًا محدد الأهداف، يُرسل عبر وسائل التواصل يشعرهم بأنهم المعنيين الحقيقيين بتعليم أبنائهم وأكثر حرصا من الجميع دون الانتقاص من الجهود الأخرى التى قدمت على مدى السنوات الماضية.
وسيظل رب الأسرة يتساءل: أليس من حقي كولي أمر أرسل أبنائي إلى هذه المراكز التعليمية والمدراس الحكومية أن أناقش المعنيين بالتعلم ولو بطرح فكرة بسيطة قد تكون لهم عونا وقد تخفى على حرف (الدال) المتخصص؟!
يا سادة يا كرام لماذا نحاول اختراع العجلة وهذا يناسب وهذا لا يناسب؟! إن لم تكن هناك جدية ورقابة ذاتية من المعلم نفسه ومتابعة دقيقية، فكل الأنظمة سواء.
من يصنع الفارق هو المعلم وليس استبدال نظام بآخر.
التعليم وزمن التلقين لم يعد له مكان، المعلم اليوم لم يعد ذاك الشخص التقليدي الذي يقف بالساعات ممسكا “الطبشور” وبيده الأخرى “العصا” ولا يريد أن يسمع نفس!
المعلم يتعامل مع الكتاب الإلكتروني والفيديو التفاعلي في فصول افتراضية تختصر الوقت والجهد وتوفر الكثير من الهدر المالي في المرافق والمنشآت.
لن نأتي بجديد عندما ننظر للعالم من حولنا ونستنسخ المفيد، ولنا عبره في نظام التعليم في دول تكاد لا ترى على خريطه هذا العالم (مثل فنلندا وسنغافورة)، لكنها تسمع من به صمم وتشع بنور العلم متفوقة على من يجادلك إلى الآن عن استبدال نظام بنظام وبعض الدول المتقدمة تلغى مواد وتخير الطالب أي طريق يريده لنفسه ويتوافق مع قدراته وميوله ورغبته، وليس كما يرد مسؤول التعليم في بلدك.
ستفشل دائما عندما تكرر التجربة ذاتها بنفس الأدوات وفي ذات الموقع، علما بأن النجاح يحتاج تلك الإخفاقات، شريطة البناء على ما سبق وتجاهل الانطباعات الشخصية والأحكام المسبقة.
كي تَصنع جيلًا مختلفا، عليك أن تواكب وتساير كلما استجد حولك، وليس ما تعلمته قبل أن يولد ابني وابنك.
غير هذا وذاك، المعلم يشتكى وطأة الزمان ويتغنى أسفا “كاد المعلم أن يكون رسولا”.
——————————–
ومضة:
الرأى للجميع، والقرار حق خاص يكفله النظام للمسؤول.