متعصب حد الثمالة لا يرى ولا يسمع حديثًا، مختلف وكأن حياته خلقت لمثل هذا فقط.
تصم آذانه، وتعمى بصيرته، يتبع حديث نفسه تعاليا تارة وانتصارًا لذاته -كما يظن- تارة.
كالقطار ينطلق في مسار واحد لا يستطيع تبديله أو الانحراف عنه يمينًا أو يسارًا، يقذفك بلسانه ويده وكل ما حملت أفكاره من وهن وعفن.
النقاش معه حرب يضيفها إلى سجل انتصاراته أو ملف خسائره وأرشيفه المتوشح بالسواد.
لن تخرج منه بفائدة.. متشنج يعلو كالموج وينخفض إلى مستنقع الشتائم والتعرض للأشخاص لشرح وجهة نظره، ليس لسرد أحداث تاريخية أو نشر وقائع إنما عليك أن تفهم وتقتنع بأنه يقول الحق ويلوك الصدق لوكا ويبتلع ظلم أولي القربي.
هذه الشخصيات تضحك منها حد البكاء، شفقة وعطفًا، وتتساءل: أي إعلام ابتلي بأمثال هؤلاء؟! لماذا تكذب وتريد من الآخرين أن يصدقوك؟!.
الصورة أبلغ من شرحك فلماذا تقسم بالله زورًا وتمرر رأيًا يحتمل الخطأ والصواب وتلزم الناس به؟!.
هذا حال بعض الإعلام الرياضي المتشنج، وبعض من ضيوفه ومقدمي برامجه الرياضية التي لا تختلف عن بعض مجموعات التواصل الاجتماعي وما يحدث فيها من تجاذب ونزاع وكذب وتدليس.
منهم من يظهر مرتديًا ثوب الناقد المتخصص الذي (قضى زهرة عمره وشبابه) ثم قذف به الإعلام قذفًا دون سابق علم؛ لنشاهده خبير الصراخ صاحب الابتسامة الكحلية مع من غلب.
المتحدث ليس بالضرورة أن يكون منصفًا عادلًا ليرى الجميع على حد سواء، فقد يغلب عليه ميوله، ولكن الإعلامي عندما يعتلي مشهدًا أمام الناس فعليه أن يلتزم الحياد ويتحدث بموضوعية، فالجميع ينقل عنه وليس في مجلسه أو فناء منزله يقول ما يريد ثم يغلق بابه مودعًا ضيوفه بابتسامته المتلونة المصطنعة.
أن تحب وتكره تقبل وترفض هذا شأنك إنما العمل العام يلزمك أن تحبس قلبك المغرم ويطبق على أنفاسك المتقطعة المعتاده على ذم الآخرين حد التوأمة حاول أن تنفصل عن عشقك لترى مكانه غيره في زحمة أفكارك الصغيرة البائسة.
إنّه التاريخ وشاهد العصر.. يروي عن نفسه بسند هواه ولون عشقه، ويردد حتى يبلغ منتهاه، ويل لكم إن لم تحتشدوا خلف ممثل القيمة، ورمز القامة، عين الوطن الزرقاء تخطف بصره وتهوى بمصداقيته فتتطاير أحلامه سراب فعلته.
ومضة:
قل ما تشاء فلن تؤذي عاقلًا بقدر ما تظهر من جهل يرسم ملامحك.