أقام رواق بحور بنادي المنطقة الشرقية الأدبي في باكورة فعالياته أمسية شعرية لكوكبة من شعراء المنطقة المبدعين والواعدين في إطار البرامج الجديدة للنادي مع انطلاقة موسمه الثقافي لهذا العام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية.
اتسمت القصائد المشاركة بالجودة والتجديد وتنوع أغراض الشعر من الإيمانيات ومحبة الوطن والتوجّد والغزل الى الفخر بلغة الضاد. وقد حضر هذه الأمسية جمهور ذواقة لشعر في مقدمتهم وفد طلابي من النادي الثقافي في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل بالدمام.
الشاعر علي الزهراني أدار الأمسية بعفوية ؛ حيث رحب بالحضور وأنشد أبياتا ترحيبية احتفاءً ومحبة ًوتقديراً لشعراء وشاعرات رواق بحور ، بعدها ألقى المشرف على رواق بحور الشاعر متعب الغامدي كلمة افتتاحية ثمّن بها دعم نادي الشرقية الأدبي ممثلاً في رئيس مجلس إدارته الأستاذ الناقد محمد بودي وأعضاء مجلس الإدارة وأكد على حرص رواق بحور على الموهبة الشابة ، مبيناً أهمية مثل هذه اللقاءات التي تصقل الموهبة وتنمّي غراس المهارة ، ووأوضح أن رواق بحور سيعقد لقاءات دورية لتحقق الهدف الأصيل الذي أنشيء من أجله رواق بحور.
بعد ذلك تدفق نهر الشعر منساباً عذباً حيث غرّد الشعراء بنصوص بهية.
فمن قصيدة “شرفة الأشواق” للشاعر المبدع عبدالرحمن الفقيه حيث يقول:
سيبقى الفؤاد ومن قد هوى
على شرفةٍ قد طوها الحني
يضمد بالشوق جرحًا وهل
تزيد الحراج بشوق دفين
إلى الشاعر أحمد يوسف العبدالقادر بقصيدة بعنوان “سهم الشوق “ومن بين أبياتها الشجية يقول :
يذوبُ الشِّعرُ في كفّي حنيناً
ويبقَى الظنُّ في صدري يخيبُ
وأعلمُ أنّ حرفي ليسَ يُجدي
ولكن حيلتي أنِّي .. أديبُ !
وتلاه أديبة متميزة الشاعرة عبير الزهراني ونص عميق بعنون “فص البكاء” ومن بين طياته تصدح قائلة :
رُبّما تتلاشى أبجديّات التوجّعِ
في ميناء اللاّعودة
ومازلتُ أتعثّرُ في في احتراف الأسئله
بلا جدوى .. بلا جدوى
تائهٌ في اختطافِ الأجوبهْ
أجّلتُ موعد رحلتي حتّى أعود
ولا أعودْ
والشاعر الأستاذ
عبدالصمد أحمد المطهري له فلسفة توجّد عذبة منها :
لاتعزلي الوصلَ في رفِّ الملاماتِ
لاتُحرقي أحرُفي أو بوح همساتي
لاتغرقي آخرَ الأنفاسِ في رئتي
ولا تُميتي زهورَ الأُنس في ذاتي
تلاه الشاعر الموهوب
محمد عبدالرزاق الصادح بقصيدة تعبر عن روح المواطن المخلص الغيور والتي بعنوان “دفتر العشاق”:
عَشِقْتُ تُرْبَتَكَ الصَّفْرَاْءَ مِنْ ذَهَبٍ
وَهَلْ مِنَ الْخَلْقِ مَنْ لَاْ يَعْشَقُ الذَّهَبَا
مَنَاْبِعُ الْخَيْرِ قَدْ جَمَّعْتَ يَاْ وَطَنِيْ
تَجُوْدُ بالتَّمْرِ أَوْ تُعْطِيْ لَنَاْ رُطَبَاْ
وَعَسْجَدٌ أَصْفَرٌ فِيْ الْمَهْدِ مَنْجَمُهُ
وَعَسْجَدٌ أَسْوَدٌ فِيْ الْأَرْضِ مَاْ نَضِبَا
والأديبة المتميزة خلود عجب شاركت بنص شجي وشعور بهي ، في معزوفة بديعة بعنون “أعيديني” تقول :
يَا أُمِّي..
قَدْ كَبُرَتْ رَبَابَاتِي عَلَى
الخَيْبَات..!
فَرُدِّينِي..
إِلَى عُمْرِ البَرَاءَةِ
أَنْسُجُ الأَحْلَامَ فِي وَرَقِي المُسَطَّرِ..
ثم أنشد الشاعر عبدالناصر صوافطه نصاً بديعاً بعنوان “عزلةٌ لولادة العشق” :
حبيبتي .. حينَ تعطينَ (الهوا) نفسًا
أغارُ من (عنصرٍ) في الجوِّ قد لثما
فحرّري كل عطرٍ داخلي فأنا
أهفو إلى العطرِ كي أحيي هنا الصنما
النقد والتكريم :
بعد ذلك شارك النقاد بإبداء أهم الملاحظات والمرئيات المهمة التي تسهم في توجيه النص وصقل الموهبة.
وهم الدكتور عبدالكريم الزهراني والأستاذ مصطفى أبوالرز والأستاذ أسعد العمران والأستاذ محمد صليم القحطاني.
وقد لاقت ملاحظاتهم اهتماماً واحتفاءً من الشعراء الشباب.
وفي ختام الأمسية قام عضوا مجلس الإدارة الدكتور عبدالكريم الزهراني والأستاذ محمد صليم القحطاني بتكريم الشعراء المشاركين وسط أجواء مفعمة بالحب لكل أدبٍ أصيل وشعر جزيل مليئة بالاستمتاع للكلمة والإبداع.