ليس معرض الحديث تنديد أو شجب أو تظلم يعقبه قصف جوي وتحرك لأرتال الدبابات والمدافع الثقيلة والخفيفة ومتحدث ميداني من أرض المعركة بنقل مباشر يبث على القنوات العالمية ثم يظهر الخبير العسكري ليُحلل كيف تسير المعركة ويرد عليه المحلل الاستراتيجي في منطقة ما وراء البحار مدججًا بالأوسمة التي نالها وهو لم يشارك في حمل بندقية صيد هوائية من قبل.
إنها ديمقراطية الساعة ونازل كل ساعة يضم أسرة وأربعة جدران تتقاذفهم أمواج هادرة وكأنها(تسونامي) آخر يجرف اليابس قبل الأخضر ويعصف بجميع الألوان مجتمعة.
أربعون عامًا من الحديث والمحادثات، ولا تزال الجلسات قائمة، بل وتحدث المناوشات حتى أثناء الهدنة بعد تدخل مجالس الفوضى لعل وعسى أن تطيب نفس أحدهم لبضع ساعات.
الغريب أن أوامر تقدم كل هذا الأسطول لم يتم التطرق لها من قريب أو بعيد أو كما يقول أهل الطب التشخيص الصحيح ثلاثة أرباع العلاج.
الحل في طرح الإشكال وليس في تناول أعراضه. وما حدث على الأرض مرحلة متأخرة ونتيجة حتمية لمسببات تم تجاهلها.
القاعدة الديمقراطية تقول بأنَّ (السلطة للجميع والقانون سيدهم)، وعندما تختل القاعدة يهتز البناء ويقع على رؤوسهم فهل وصلت بك الحال إلى هنا.
إن كان ذلك فلن تنفع سلطة الأغلبية بعد أن بقيت ردحًا من الزمان تغض الطرف وتتحاشى المواجهة ضعفًا وحبًّا، وفي ساعات دلال تقدمها لك (عقارب) الساعة ثم تلدغك في الأوقات التي تنشدها دون رحمة منها أو تقدير لسنوات عمل ديمقراطي هش كنت تظنه لغة العصر، فأصبح هاجسه وأشد ظلمة من ليلة في مساء زمهرير ماطر.
أيام أفراحك البيضاء لبست الأسود، وأنت من ألبسها، فكيف السبيل إلى ذلك دلني.
البيوت أسرار.. وخبيرنا الأسري لم يُقدم لنا أكثر من حيرتنا.
هناك من يعتقد دائمًا بأنه الأقوى، ويستطيع أن يخضع كل من حوله لإرادته وهو الوحيد الذي تنتهي حياة الجميع بفقده، وعلينا أن نلتف حوله مهما فعل.
يا سيدي.. العتاب فقد معناه، ولن يعود لرشده من اعتاد أن تقدم له التنازلات.
وبما أنَّ الحرب كر وفر وأنت قررت الفرار أربعين عامًا؛ فعليك أن تعود.
صحيح أن مقوماتك الدفاعية والهجومية في سنواتها الأخيرة، ولكن هذا لا يمنع من استخدامها في حدها الأدنى فقرينك ليس بأفضل حالا منك.
الجلوس على الطاولة المستديرة اعتبره من الماضي وعليك النهوض على قدميك وامتطاء فرسك، وردد لقد افتقدتك يا ليلى العامرية فهل إلى عودة من سبيل.
إن جعلتها حربًا باردة فستبقى كذلك حتى يسقط أحدكم.
العرب تقول (خذ الحكمة من أفواه المجانين) لعلها كانت قراءة مستقبلية وحدسا عاليا يشرح حال بعض من جنى عليهم الزمان بجنونه حتى صار أحد فنون العصر، بل وذائقة متابعين كُثُر، فما بالك بمن تعاشره صباحًا ومساءً.. أو ليس أولى بصبر أيوب؟!.
********************
ومضة:
الغريب أن تسألي والغريب أن يكون لك حضور.. فارحلي غير مأسوف عليك، فربما لن تجدي مقعدك فارغًا كالعادة.