سريتُ وما أضنى الفُؤادَ سوى الـمَسْرى
يُجاذِبُني حِسًّا ويَدْفَعُني أمْرَا
إلى مَنْ سبى قلبي وروحي وناظري
أطارِدُهُ في كلِّ شِبْرٍ على الغَبْرَا
يَجُورُ على نَبْضٍ تَنَفَّسَ حُبَّهُ
وَيَظْلِمُ مُلْتاعًا فَيَلْتَمِسُ العُذْرَا
أَلوذُ بِخُطْواتٍ عِجَافٍ لكي أرى
وَميضًا لِطَيفِ الأمسِ بادلَني نُكْرَا
أُبَدِّدُ وَحْيَ الخوفِ في كُنْهِ ظُلْمَةٍ
بتذكار أيام الحبيبِ وَإِنْ ضَرَّا
أُنادي أيا كَونًا.. أَللحُبِّ رُؤيةٌ
أمِ اشتقْتَ أنْ أبقى بِساحَتِكَ الحرَّى؟!!
فجاءَ بشيرُ الحَدْسِ أنْ قدْ رأيتُهُ
على عَتَبَاتِ العهْدِ تُؤنِسُهُ الذِّكْرَى
هَرَعْتُ إلى عِشْقي المُخَبَّأ في دَمي
وعادتْ حياةٌ للجَنانِ… فَمَنْ أَجْرَى؟!!
أَأَنْتَ هنا والشوقُ قَطَّعَ أضْلُعي
وآهاتُ أعماقي تُمَزِّقُني صَبْرَا؟!!
فُتِنتُ بهِ لـمَّا رأيتُ قَوامَهُ
تَرَبَّعَ عَرْشَ العقلِ خَامرَهُ سِحْرَا
نَظرتُ إلى جِسْمٍ تَراقصَ منْ هوًى
لِتُحبَسَ أحلامي بأنفاسِهِ دهْرَا
ولـما تدلَّى الشَّعْرُ يسحبُ غُنْجَهُ
سَدَلْتُ خِصالًا في جدائلهِ عُمْرَا
لأرتعَ في ثَغْرِ الجمالِ وأحتفي
بفرحتنا سرًا بلوعَتِنا جَهْرَا
فلا تعذلوني في حياتي فإنني
أسيرٌ وأرضى في غَياهِبِها الجَمْرَا
سنبقى على مُرِّ الزمانِ وَحُلْوِهِ
حبيبين لا نَفْنى ولو حَفَروا قَبْرَا
محمدجابرالـمدخلي
١٤٤١/٤/٣هـ جازان