يتمتع الأجداد بصحة أفضل من الأبناء والاحفاد في وقتنا الحاضر، ويعود ذلك الى نوع الغذاء حيث يعتمد الأجداد وخاصة في مراحل نشأتهم الأولى على تناول الأطعمة الطازجة والصحية والتي تنتج وتعد محليا وهي بالتأكيد خالية من المواد الحافظة والكيميائية والألوان والنكهات الصناعية، حيث يساهم الغذاء الصحي في بناء الجسم بالشكل الصحيح المعزز للصحة لتؤدي الأعضاء وظائفها دون خلل أو قصور، بينما يسبب الغذاء غير الصحي ضعف في بنية الجسم مسببا لحدوث قصور وخلل في وظائف الأعضاء الحيوية قد يتفاقم مع الوقت من التأثير على الصحة الى التهديد المباشر للحياة.
ويختلف التأثير السلبي للأطعمة غير الصحية حسب نسبة ما تحتويه من مواد ضارة كالمواد الحافظة والكيميائية والصناعية كالألوان والمحليات والمحسنات والنكهات والملمعات والبروتينات والدهون المهدرجة والزيوت، فكلما ارتفعت النسبة زاد خطر الإصابة بعدة أمراض كالسكري والسمنة إلى التأثير المباشر على الحياة كالسرطانات بأنواعها.
توجد المواد الصناعية والكيميائية في معظم الأطعمة والمشروبات التي نتناولها في وقتنا الحاضر ان لم تكن جميعها، والعديد منها يستخدم ضمن نسب محددة آمنة لكل وحدة غذائية مصنعة، ويقوم على مراقبة الأنواع المستخدمة وتحديد نسبها هيئات ومنظمات وجمعيات علمية وصحية متخصصة، ففي عام 2018 منعت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام بعض المواد لارتباطها بإصابة الحيوانات المخبرية بالسرطان، وهنا تكمن أهمية إجراء المزيد من الأبحاث العلمية للتأكد من سلامة تلك المواد على المدى القريب والبعيد.
تتنوع المواد الصناعية والكيميائية وتختلف في وظائفها وفوائد استخدامها أهمها: العمل على حفظ الأطعمة من التلف، وزيادة فترة صلاحيتها، والسهولة في التحضير، وتنوع الأطعمة وبأسعار مخفضة، كما تستخدم هذه المواد بكمية ونسب قليلة في الأطعمة فالاستخدام المتجاوز للحد والنسب المسموح بها يضر بصحة المستهلك، وهناك نسبة قليلة من المستهلكين يعانون من حساسية تجاه بعض الأنواع من المواد الصناعية والكيميائية.
ومن الأضرار الخطيرة على الصحة والمهددة للحياة الإصابة بأمراض السرطان، ومنها سرطان القولون الذي يزيد خطر الإصابة به مع تناول اللحوم المصنَّعة والمعالجة كالنقانق والبرجر وذلك لاحتوائها على مواد كيميائية وحافظة وغيرها من المحفزة للإصابة بالسرطان.
وتتعدد المشروبات والأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة والمحتوية على مواد صناعية وكيميائية، ويعتبر الروتين عليها والاكثار منها مهدداً للصحة، ومن أبرزها وأكثرها انتشاراً المشروبات الغازية والملونة، بالإضافة للأطعمة المشبعة بالسكر كالآيسكريم والحلويات، وكذلك رقائق البطاطس، والوجبات السريعة، والأطعمة سريعة التحضير كالأندومي، وجميعها أطعمة يستهويها الأطفال والشباب.
وتشترك معظم الأطعمة والمشروبات الغير صحية في احتوائها على نسب عالية من السعرات الحرارية وانخفاض قيمتها الغذائية، وجميعها مسبب للسمنة والتي تعد خطر مهدد وعامل مساعد للإصابة بالعديد من الالتهابات والأورام والسرطانات كسرطان القولون وغيرها.
من المعلومات المغلوطة المنتشرة والمتداولة خاصة عند الأمهات أن الأطعمة سريعة التحضير كالأندومي تسبب السرطان، وكذلك استخدام المايكرويف لتسخين الطعام، وحسب نتائج ما يتوفر من دراسات وأبحاث فإنه لا صحة لتلك المعلومات الشائعة والحقيقة أنها لا تؤدي للإصابة بهذا المرض الخبيث بشكل مباشر.
وينصح الأطباء وأخصائي التغذية بتناول الأغذية الطازجة والمتنوعة والإكثار من الفواكه والخضروات وشرب العصائر الطازجة، لما لها من دور في تقوية بنية الجسم وتعزيز الصحة، والعمل على مقاومة الإصابة بالأمراض وخاصة السرطان.
كما يحذرون من خطر اللحوم المصنعة والمعالجة والتقليل من تناولها ويفضل تجنبها، مع التأكيد الى أهمية المحافظة على الوزن المثالي للجسم بالحمية والنشاط البدني وخاصة لدى الأطفال لانتشار السمنة لدى هذه الفئة العمرية، والتي تسبب على المدى الطويل العديد من الأمراض كالأورام وتشوهات وهشاشة العظام والسكري، وفي النهاية التذكير بضرورة اجراء الفحوصات الوقائية للكشف المبكر عن جميع الأمراض وخاصة السرطان.
محليات