يتحلى بالصبر وينتظر الفرج؛ لعل بارقة الأمل تبرق في حين غفلة منه أو من مترقبيه فتفيض من عينيه تلك الدمعة المتحجرة، لعلها تنسكب على مقلتيه فرحة، متطايرة، منثورة، تحلق كغيمة مليئة بالماء المنهمر على وادي غير ذي زرع، ينشدها فتنبت أبهى حلة تسر من يقطنها، وتُشبع نهم من عاث بُغية رؤيتها لعل نفسًا بها تطيب، وقلب بها يهجع، وغريب من أجلها يعود.
تودعك غير آبهة أو متأهبة، ساقتها الأقدار ولم يكن لها علم بأي أرض تفل شراعها، وعلى أي مرسى تحط رحالها. كان يحدوها الأملِ، ويعتريها الخوف، متسائلة: هل من عودة؟ هل من دمعة لقاء؟ هل من جديد ابتسامة؟ هل.. وهل!
هناك أحلام تسكنكِ، وهناك ساكن يحلم بكِ، كلاهما سيان.. فإن لم يسكن الحلم منزلتك فلن ترجوه ليعود، فقد أصبح من الماضي، وعليك أن تسعى لترتقي إلى فضاء آخر، وملتقى يعيد لك الطمأنية كما حدثت بها نفسك عندما كنت تصب في ذلك الإناء الفاخر أجمل ما لديك وأطيب ما حملت أفكارك وطابت به نفسك على الحياة تنصفك، وخليلك يسعدك أن مر طيفه، فما أجمل تلك الصدف إن وافقت حنينًا ولهفة وتَرقُب.
مررت من هنا يومًا.. يا الله.. ما أروع الذكرى وما أمَر ساعة الفراق.. وما أحوجنا لها بكل ِأحوالها.
يقولون حسدًا من عند أنفسهم، أيهم أكرم وأيهم ذو شأن، ومن منهم يحمل حرفًا لم يزده بل أخذ منه إنسانيته.. معتقدًا بأن من يقف في النهاية لن يبرحها يومًا.
عليك أن تأخذ ما بقي منه، وإن لم يُعطِك فأنت لا تستحق. هو الواهب إن أراد منع، وإن قال فعل.. الأفضلية تسع الجميع.. وليس لها بابٌ يقف عليه الحارس يمنع هذا ويفسح لذاك، خذها عنوة تأتيك مسالمة دون مساس بمعتقد، أو عُرف، أو نظام.
دار المعالي صعبة في عين كارهها، وقد تهون الصعاب في قرب المحبين.
عيبا نراه وغض الطرف ملتنا
نرعى الكرام ونخفي عثرة الألم.
ومضة:
نعم.. عليك أن تفهم ولكن لا تسأل كثيرًا فقد يأتيك جوابٌ يصعقك.