انطلقت شهرتها قبل أكثر من خمسة عقود، من خلال دكان والدها في سوق بريدة الأبرز “الجْرِدِة” ومن جوار عُكّة السمن، وقطع الأقِط، وحب الهيل والقهوة، كان المنفذ الأول للبيع والتوزيع، لأكلتها الخاصة، المتمثلة “بقرص الكليجا” التي أصبحت محط زوار السياح الأجانب مؤخرًا، ووصلت الآن لموائد الشعوب الأوروبية والأمريكية، من خلال طلاب الابتعاث والدراسات العليا.
“شريفة بنت عبد الله الحبلين” اسم قد لا يعرفه إلا القليل، ولكن حينما يقال “كليجا أم العايد” فأنت أمام “شيفرة” يقرؤها المستهلك بكل بساطة ووضوح، ليدرك أن هذا الاسم لا يحتاج إلى تزكيات أو ضمانات، كي يتأكد من الجودة والمذاق والقيمة الغذائية لقرص الكليجا.
ياسر العايد، أحد أبناء “شريفة” ومسؤول المبيعات في ركن “كليجا أم العايد” المشارك في مهرجان الكليجا، الثاني عشر، في بريدة، يروي تفاصيل وذكرى البداية، حينما ينقل على لسان والدته الستينية، بقوله “بدأت والدتي في صنع الكليجا، قبل أكثر من خمسة عقود، حيما كانت ملازمة لوالدتها، في المطبخ الصغير المتواضع، تقوم بجمع وترتيب وتجهيز مكونات الطبخ والسفرة، حتى تطور أمرها، وبدأت بصنع حلوى وقرص الكليجا، وتوزيعه على مستوى الأسرة والجيران، وفي نطاق ضيق، لا يتجاوز ما يحمله جدي (والدها) لدكانه الصغير في “الجردة” الذي يبيع فيه السمن والإقط والهيل والقهوة والحبال، وغيرها من المبيعات البسيطة، ليأكل منه، هو ومن يجاوره أو يزوره في دكانه، من رواد السوق وأهله”.
ويضيف، ياسر، أن جلساء جده في الدكان، بدأوا يثنون على قرص الكليجا، ويطلبون منه المزيد، واقترحوا أن يقوم جده “عبد الله الحبلين” ببيع بعض أقراص الكليجا، وعرضها في السوق، والاستفادة من قدرة ومهارة “شريفة” في صنعها، حتى تطور الأمر، واضطرت والدة ياسر للتفرغ قليلاً لهوايتها المحببة، في صنع الكليجا، والاستقلال شيئًا فشيئًا عن ملازمة والدتها، لتنعزل أمام فرنها الصغير، الذي لا ينتج حينها أكثر من 20 قرصًا فقط في اليوم.
ويواصل ياسر العايد، سرد مشوار والدته في صنع الكليجا، حينما زاد الطلب على أقراص الكليجا التي يجلبها جده لدكانه، وذاع صيت تلك الفتاة “شريفة” وبراعتها في إعداد وصنع الكليجا، ليصبح دكان عبد الله الحبلين هو نقطة البيع والتوزيع الوحيدة لكليجا شريفة الحبلين.
وذكر ياسر، أن والدته استمرت في بيع الكليجا، عن طريق دكان والدها، حتى مرت بها السنون وتزوجت بوالده … العايد، ليستكمل زوجها الدعم والمساندة لها في مشروعها وهوايتها في الطبخ وعمل الكليجا، ويأتي بعد ذلك أبناؤها وبناتها، الذين واصلوا معها مشوار الكفاح، ومعترك السوق والبيع والشراء، حتى أصبحت كليجا أم العايد “ماركة” شعبية، وعلامة تجارية، يعرفها كل من يريد شراء الكليجا، ويتذوقها بطعمها الحقيقي والأصيل، تعدت حدود الوطن، ووصلت الخليج، عبر نقاط البيع المنتشرة، وجابت البلاد الأوروبية والأمريكية، من خلال طلاب وطالبات الإيفاد، وبعض الوفود السياحية التي تقصد منزل أم العايد في حي الخليج بمدينة بريدة؛ للاطلاع على معملها ومطبخها ذائع الصيت.