أعلنت شركة Check Point للأمن الإلكتروني عن اكتشافها ثغرة في تطبيق التراسل الفوري #واتساب والتي تتيح للقراصنة تغيير محتوى الرسالة أو تغيير هوية مرسل رسالة تم تسليمها مسبقًا.
يستطيع المتسللون من خلال إنشاء نسخة مخترقة من تطبيق واتساب تغيير ما يُعرف باسم “اقتباس ــ quote” – وهي ميزة تسمح للأشخاص داخل إحدى الدردشات بعرض رسالة سابقة والرد عليها – لإعطاء الانطباع بأن شخصًا ما أرسل رسالة وهو لم يرسلها فعليًا، وذلك حسب ما ذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
وقالت شركة واتساب للصحيفة إنها تعمل على إزالة الأشخاص الذين يستخدمون إصدارات مخترقة من خدمتها، ولكنها قالت إن القدرة على التلاعب بميزة الاقتباس لم تكن عيبًا، لأن المحاولات لمنع مثل هذا الخداع من خلال التحقق من كل رسالة على المنصة من شأنه أن يخلق مخاطر خصوصية هائلة أو إبطاء التطبيق كثيرًا أو تعطل الخدمة.
وقال كارل ووج Carl Woog المتحدث باسم واتساب في بيان: “لقد راجعنا هذه المسألة بعناية، وإن ما اكتشفته شركة Check Point لا علاقة له بطريقة تشفير واتساب طرف إلى طرف end-to-end encryption، والتي تضمن فقط أن المرسل والمتلقي هما الوحيدان اللذان يطلعان على الرسائل”.
وفي نفس السياق قال باحثو شركة Check Point إنهم اكتشفوا أيضًا وسيلة داخل الدردشات الجماعية لإرسال رسالة إلى فرد محدد في المحادثة بحيث يتم خداع هذا الشخص وإقناعه بأن المجموعة بأكملها رأت الرسالة واستجابت وفقًا لذلك.
في حين قلل واتساب من شأن المخاوف التي أثارتها Check Point بخصوص هذه النقطة، قائلاً إن معظم الأشخاص يعرفون الشخص الذي يراسلونه على المنصة، وقالت الشركة: “إن 90 في المائة من جميع الرسائل على الخدمة يتم إرسالها في محادثات فردية، وأن غالبية المجموعات تتكون من ستة أشخاص أو أقل – مما يجعل من غير المرجح أن يتمكن شخص غير معروف من التسلل إلى محادثة لخداع مستخدمين آخرين”.
ويمتلك تطبيق واتساب المملوك لشركة فيسبوك 1.5 مليار مستخدم وفقًا لإحصائيات موقع Statista، مما يجعله تطبيق المراسلة الأكثر استخدامًا على مستوى العالم، وقد اكتسب شعبيته من بساطة وأمان خدماته، وتوفير طريقة تشفير قوية حتى أن الشركة نفسها لا يمكنها الاطلاع على محتوى رسائل المستخدمين.
ولكن التطبيق تعرض لموجة من الانتقادات في الأشهر الأخيرة بسبب انتشار المعلومات المضللة على منصته، ففي الهند أدت الشائعات الكاذبة عن خاطفي الأطفال المتداولة عبر واتساب إلى الكثير من جرائم العنف، وفي البرازيل نُشرت قصص كاذبة حول ردود الفعل على اللقاحات المخصصة للحمى الصفراء.
وأكد كارل ووج من واتساب أن الشركة تأخذ تحدي التضليل والأخبار الكاذبة على محمل الجد، ووضع حدود على مدى إمكانية مشاركة رسالة إلى مجموعات مختلفة وإرفاق ملصقات عند إرسال رسالة”، وأكد أن القضية التي أثارتها شركة Check Point لا علاقة لها بجهود الشركة للحد من المعلومات المضللة التي تنتشر عبر المنصة.
من جهته قال أوديد فانونو Oded Vanunu رئيس أبحاث #الاختراقات في شركة Check Point: “إن القدرة على تغيير الرسائل أعطت المهاجمين أداة قوية لنشر المعلومات المضللة من مصدر موثوق به على ما يبدو، وإنها مشكلة خاصة في #الدردشات_الجماعية، والتي يمكن أن تتضمن ما يصل إلى 256 شخصًا، وإن الرسائل المتعددة يمكن أن تأتي في وقت واحد حيث يكون من السهل أن تفقد ما قاله شخص ما في الدردشة الجماعية، لذلك يحتاج واتساب إلى اتخاذ إجراء لمنع هذا التلاعب البسيط”.
في الوقت الحالي يبدو أن القضية تقتصر على مناقشة بين خبراء الأمن، حيث أكد كل من واتساب و Check Point أنهم لم يروا مستخدمين منتظمين ينشئون رسائل اقتباس مزيفة في الدردشات.
يمكن لأي شخص التحقق من صلاحية رسالة اقتباس عن طريق النقر عليها، وسيؤدي ذلك إلى العودة إلى الموضع الخاص بهذه الرسالة في الدردشة ما لم يتم حذف الرسالة أو لم يكن الشخص مشاركًا في الدردشة عند إرسال تلك الرسالة.
ذكرت شركة واتساب: “إن الحلول المحتملة لهذه المشكلة لا تستحق المحاولة، أحد الحلول هو إنشاء نسخ لكل تبادل رسائل للتحقق من دقة كل عرض، وإن إنشاء مثل هذه النسخة يمثل خطرًا كبيرًا على الخصوصية لأنه يجب تخزين لما كتبه الناس إلى بعضهم البعض في مكان ما”.