يتساءل أحدهم: ما هي الدوافع والمبشرات التى تجعلني أنتظر حياة أفضل مما أنا عليه الآن، لقد بلغت من العمر عتيا، وناضلت أكثر من ستين عامًا أحاول تغيير هذا الواقع المُر المؤلم، ولم أجنِ شيئًا، زادت فقط مسؤولياتي، وتعددت متطلباتي، وأصبحت أنتظر نهاية يومي قبل أن يبدأ.. حياتي مُملة، لا لون لها ولا طعم! وتفوح منها رائحة الانكسار ومرارة العمر الذي ذَهب هباء، وكأنَّ الأمل عاش دهرا، ثم توقف عند باب منزلنا فجأة؟!
قد تتعالى أصواتٌ هنا وأصواتٌ هناك، لكنها لا تحرك مشاعر مُقتدر، أو تبعث على تعديل مسار.. إنها آذان بها صمم، والسن بها رجفة لا تستطيع إيصال حقا مكتسبا. عندما تصبح المجتمعات قطبين فقط ليس بينهما ثالث أو رابع، فماذا ينتظر الفقير والغني، وليس بينهما ميزان عدالة يحكمه ضمير حي، يدفع الحق لأصحابه ويصرف المظلمة عمَّن ظلم. ليس عيبا فقرك وليس شرفا عظيما غناك، فقد تكون في الحالتين مجرد لعبة كسبت هنا وخسرت في مكان آخر.
يقول صاحب العمل قم.. انهض.. استثمر ما وهبك الله، ثم يعصف بك في أول تجربة… ماذا دهاك!! أنت لا تعلم أنك مُستخدم وتنفذ أمرَ سيدك إن شاء أبقاك وإن شاء ودَّعك غير آبه بما قد يلقاك.
سُلم الحياة لم يعد كما عهدناه، تصعده درجات.. بل اقفز، ودع لهم السلم والدرجات، وتجاوز كل المتطلبات.
قد يقول قائل: وأي حياة لم تكتب لك، ولم يكن لك فيها نصيب، ولديك اعتقادٌ بأنها ذهبت لغيرك، قبل أن تطرق بابك وتبتسم في محياك.. ها أنا ذا، خُذ ما شئت وارحل غير مأسوف عليك.
عندما تجتمع المتناقضات في دائرة مغلقة، فليس لك أن تختار مع أيهما ستذهب، فلن يكون لك الخيار، ولن تستطيع أن تحلق بعيدا، فأنت داخل الصندوق، وأفكارك لن تتجاوزه مهما فعلت.
هذا قدرك سيدي، ولكن اعلم أنك مَنْ صنعه، ثم تتابعت مسارات الحياة لتُؤكد لك خسران ما صنعت.
إن اعتقدت أن لك عودة، فربما تكون، وإن لم يكن فلك شرف ما قد كان.
————————–
ومضة:
ليس بالضرورة أن تفهم وتقرأ وتجادل في كل شيء، خذ شيئًا من كل شيء، وهذا يكفي.