أولت حكومة المملكة منذ تأسيسها اهتماماً كبيراً لصحة الإنسان والمحافظة عليها باعتبارها أساس تمتعه بالحياة، وركيزة بناء مجتمع قوي قادر على النهوض والتقدم في ركب الحضارة، وما الإجراءات الاحترازية الشاملة وواسعة النطاق، التي اتخذتها المملكة للسيطرة على انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) المستجد ومحاصرته وتقليص آثاره إلى أقل مستوى، إلا ترجمة لهذا الاهتمام الذي عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله مساء الخميس الماضي عندما قال: “إن السعودية تجعل المحافظة على صحة الإنسان في طليعة اهتماماتها ومقدمة أولوياتها”.
وعلى رغم بدء انتشار كورنا في الصين منتصف ديسمبر الماضي وتمدده شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وما فرضه هذا الفيروس الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه عدو البشرية، من حالة طوارئ دولية، وتحكمه في خريطة العالم، اقتصاديا وتجاريا واجتماعيا وسياسيا فارضا عليه ما فشلت فيه السياسات والعلاقات الدولية المتشاحنة وحتى المؤامرات، إلا أن ما تقوم به المملكة في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ البشرية كشف الأبعاد الحقيقية لاهتمام السعودية بصحة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
فطالما كانت صحة المواطن والمقيم هي الغاية في قرارات الحكومة وفي تحرك أجهزتها التنفيذية أيضًا لصد هذا الفيروس الوبائي ببراعة، بدءا من منع كورونا من اختراق أراضيها طيلة ما يقرب من ثمانين يومًا بعد تفشيه في الصين وامتداده لدول في محيط جوارها الجغرافي وعدم ظهور أي وفاة لديها حتى الآن، وتقليص وتيرة الإصابة به، وصولا لتسخير كافة الإمكانيات وتوفير كل متطلبات الحياة الكريمة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية، مع اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الوقائية والاحترازية الضرورية لمواجهة هذا المرض ودحره والحد من آثاره، وهو ما يدعونا للاطمئنان والفخر والاعتزاز.
ولا شك أن النتائج التي حققتها المملكة بفضل من الله في مواجهة الفيروس والتي حظيت بإشادة منظمة الصحة العالمية، لم تكن مصادفة بل جاءت نتيجة جهود واستعدادات وخطط مسبقة وإمكانات طبية وفيرة استخدمت في مكافحة هذا الوباء مما يؤكد على ما تحظى به المحافظة على صحة المواطنين والمقيمين من أولوية لدى الحكومة في وقت رأينا فيه دولا عظمى انكفأت على نفسها بل بعضها أهملت مواطنيها، بينما ظلت المملكة تمد يد العون والرعاية والمساندة لمواطنيها في كل بقاع العالم، بل إنها استشعرت مسؤوليتها الدولية والعالمية، فبادرت مبكراً بدعم منظمة الصحة العالمية بعشرة ملايين دولار كواحدة من أوائل الدول، إضافةً إلى دعوتها لعقد قمة افتراضية لمجموعة العشرين .
وكما عودتنا دائما تبقى المملكة قوية بقيادتها الحكيمة وشعبها المجيد في مواجهة الشدائد وتجاوز جميع المراحل الصعبة والاستثنائية التي مرت بها عبر التاريخ، ويحدونا الأمل بأن تكون هذه التدابير والإجراءات الوقائية والاحترازية دافعا وحافزا لنا جميعا لمواصلة للعمل الجاد والتكاتف للحد من آثار هذا الفيروس لحماية المواطن والمقيم على هذه الأرض، ونسأل الله جل وعلا أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يجنب الوطن كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.
عيد بن عبيد – حائل
27 / 7 / 1441 هـ
المشاهدات : 50145
التعليقات: 0