النميمة لغةً:
النَّمُّ: رَفْع الحديثِ على وجه الإشاعةِ والإفْسادِ. وقيل: تَزْيينُ الكلام بالكذب. من نمَّ يَنِمُّ ويَنُمُّ، فهو نَمومٌ ونَمَّامٌ ومِنَمٌّ، ونَمٌّ، من قَوْمٍ نَمِّينَ وأنِمَّاءَ ونُمٍّ، وهي نَمَّةٌ، ويقال للنَّمَّام القَتَّاتُ، ونَمَّامٌ مُبَالَغَةٌ، والاسمُ النَّمِيمَة، وأصل هذه المادة يدلُّ على إظهار شيء وإبرازه.
والنَّمِيمَة اصطلاحًا:
(نَقْلُ الحديث من قومٍ إلى قوم على جهة الإفْسادِ والشَّرِّ).
وعرفها الغزالي بقوله: (إفشاء السرِّ، وهتك الستر عما يكره كشفه).
وقيل هي: (التحريش بين النَّاس والسعي بينهم بالإفساد).
قال عز وجل (في سورة القلم): (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ()هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ () مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ()عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ )
جاء في تفسير ابن كثير: قوله تعالى ((مشاءٍ بنميم))، أي: الذي يمشي بين الناس ويحرش بينهم وينقل الحديث لفساد ذات البين، وهي الحالقة). وقال تعالى (في سورة الهمزة): ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ )
قيل: (اللُّمزة: النَّمَّام). عن أبي الجوزاء، قال: قلت لابن عباس: من هؤلاء؟ هم الذين بدأهم الله بالويل؟ قال: هم المشاؤون بالنَّمِيمَة، المفرِّقون بين الأحبَّة، الباغون أكبر العيب
يقول عبد الله بن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما
( مرَّ النَّبي بقبرين، فقال: إنَّهما ليعذَّبان، وما يعذَّبان في كبير أمَّا أحدهما: فكان لا يستتر من البول، وأمَّا الآخر: فكان يمشي بالنَّمِيمَة فأخذ جريدة رطبة، فشقَّها نصفين، فغرز في كلِّ قبر واحدة فقالوا: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: لعلَّه يخفِّف عنهما ما لم ييبسا)).
قال رجل لعمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: (يا أمير المؤمنين، احذر قاتل الثَّلاثة، قال: ويلك، من قاتل الثَّلاثة؟ قال: الرَّجل يأتي الإمام بالحديث الكذب، فيقتل الإمام ذلك الرَّجل بحديث هذا الكذَّاب، ليكون قد قتل نفسه، وصاحبه، وإمامه).
– وروي أنَّ سليمان بن عبد الملك كان جالسًا وعنده الزهري، فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنَّك وقعت فيَّ، وقلت كذا وكذا. فقال الرجل: ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان: إن الذي أخبرني صادق، فقال له الزهري: لا يكون النَّمام صادقًا. فقال سليمان: صدقت، ثُمَّ قال للرجل: اذهب بسلام.
– وقال الحسن: (من نمَّ إليك نمَّ عليك).
– وعن عطاء بن السَّائب، قال:( قدمت من مكَّة، فلقيني الشَّعبيُّ، فقال: يا أبا زيدٍ! أطرفنا ممَّا سمعت بمكَّة، فقلت: سمعت عبد الرَّحمن بن سابطٍ يقول: لا يسكن مكَّة سافك دمٍ، ولا آكل ربًا، ولا مشَّاءٍ بنميمةٍ، فعجبت منه حين عدل النَّمِيمَة بسفك الدَّم وأكل الرِّبا، فقال الشَّعبيُّ: وما يعجبك من هذا؟! وهل يسفك الدَّم وتركب العظائم إلَّا بالنَّمِيمَة؟!)
– وقال ابن حزم: (وما في جميع الناس شرٌّ من الوشاة، وهم النَّمَّامون، وإنَّ النَّمِيمَة لطبع يدلُّ على نتن الأصل، ورداءة الفرع، وفساد الطبع، وخبث النشأة، ولابد لصاحبه من الكذب؛ والنَّمِيمَة فرع من فروع الكذب، ونوع من أنواعه، وكلُّ نمام كذاب).
– ويقال: (عمل النَّمام أضرُّ من عمل الشيطان، فإنَّ عمل الشيطان بالوسوسة، وعمل النَّمام بالمواجهة).
-ىقال بعض العلماء: (يُفسدُ النَّمَّام في ساعة ما لا يفسد الساحر في شهر، ولترغيب الشارع في الإصلاح بين الناس أباح الكذب فيه، ولزجره على الإفساد حرم الصدق فيه).
بعدما قدمت أعلاه .. ماذا ستستفيد أيها النمام ؟ إذا نميت عند كبير أو صغير ؟
كما يقول العامية ( بتحصل سوادة وجهك ) .
ليت الذين ينمون جهلة وصغارًا ، بل متعلمين وكبارا وأصحاب لحى تصل حتى سرة الواحد منهم !
استح أيها النمام من لحيتك التي قد غطت كل صدرك !
وتروا من النميمة وأشدها في الوقت الحاضر أن تصور تغريدة شخص في تويتر أو الواتساب أو أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي وترسلها لآخرين أيا كانوا ، إلا تغريدة تسيء للوطن وقيادته ورجال أمنه فهذه يجب علينا جميعًا النم بها لمن يستطيع التصدي لذلك السيء .
وغالبا ما تصاحب النميمة الغيبة ، بل هما توأمان ووجهان لعملة .. وتراك إن قلت : الله يهدي فلان ، فقد أغتبته ولم تدعُ له .
المشاهدات : 62152
التعليقات: 0