أختتمت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث ( نحن تراثنا ) ممثلة بإدارة المشاريع زيارتها لمنطقة الجوف، والتي تهدف لتوثيق حرفة السدو التي تتميز بها نساء الجوف.
وبينت عضو مجلس إدارة الجمعية رئيسة اللجنة الإعلامية الأستاذة فهدة الحسن الكريّع أن الوفد زار عدداً من المواقع التراثية منها: مسجد عمر بن الخطاب وقلعة مارد وبحيرة دومة الجندل، والمتاحف الخاصة بمدينة سكاكا ومحافظة دومة الجندل، كما زار الوفد جمعية الملك عبدالعزيز النسائية الخيرية بمدينة سكاكا للإطلاع على الأنشطة والبرامج وكذلك توثيق حرفة السدو في الجمعية.
وأكدت الدكتورة هيام البحيران رئيسة مجلس إدارة الجمعية أن الزيارة تؤكد تميز مركز السدو وباقي الحرف النسائية التي تحرص إدارة الجمعية على تطويرها بشكل مستمر للمحافظة على هذا استمراره لإيجاد فرص عمل لنساء المنطقة.
وأشادت البحيران على الدور الكبير الذي تقدمة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث في إبراز مثل هذه الحرف وتشجيع الجمعيات والنساء العاملات عليها.
من جهته قال مدير إدارة المشاريع في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث (نحن تراثنا) سلطان حمد الصالح أن الزيارة تأتي في إطار عملها بتوثيق التراث غير المادي في المملكة العربية السعودية، وانطلاقاً من رؤيتها المتمثلة في السعي لكي تكون محركاً فاعلاً ومؤثراً في مجال حفظ التراث السعودي والوعي بأهميته وقيمته الوطنية والاستفادة منه، وقامت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث (نحن تراثنا) متمثلة بقسم إدارة المشاريع بالزيارة لمنطقة الجوف بهدف رصد وتوثيق حرفة السدو السائدة في المنطقة كحرفة تقليدية تتم ممارستها من قبل المجتمع المحلي في المنطقة. تهدف هذه الزيارة في المقام الأول الى الالتقاء بالحرفيات الممارسات لحرفة السدو وسبر اغوار هذه الحرفة التقليدية الأصيلة، كذلك التعرف عن قرب بجميع المراحل التي تتم من خلالها منتجات السدو المتعددة والتي كانت شائعة الاستخدام ولأغراض متعددة في العديد من مناطق شبه الجزيرة العربية.
تم اختيار منطقة الجوف لتكون اول محطة للانطلاق لتوثيق حرفة السدو في مناطق المملكة العربية السعودية وذلك بسبب انتشار هذه الحرفة في الجوف الى حد اعتبارها موطن السدو في المملكة. ومما دعا لاختيار الجوف كذلك هو وجود جمعية الملك عبدالعزيز النسائية والتي تقوم بجهود جبارة باحتواء الحرفيات وتوفير الجو المناسب لهم لممارسة الحرفة تحت سقف الجمعية، وبذلك أصبحت الجمعية بفضل جهود القائمات عليها والحرفيات مرجعاً اساسياً للباحث عن كل ما يتعلق بالسدو ومنتجاته. بهذه المبادرة الكريمة تكون الجمعية قد ساهمت فعلاُ بدعم المجتمع المحلي دعماً فعالاً وذلك من خلال الدعم الاجتماعي والاقتصادي للحرفيات وكذلك من خلال المحافظة على عنصر هام من عناصر التراث غير المادي لمملكتنا الغالية.
فيما يتعلق بانطباعاتنا، نحن فريق جمعية نحن تراثنا، فهو انطباع يملؤه الانبهار للجهود العظيمة المقدمة من قبل جمعية الملك عبدالعزيز النسائية في المحافظة على احد اهم عناصر التراث غير المادي وعلى الاصالة التاريخية التي عاشها اسلافنا في المنطقة. لذلك فإننا نرى ونتطلع لأن يكون هناك ابراز اعلامي وتفاعل مجتمعي على أوسع نطاق لتعريف الجيل الجديد بحياة اجداده ومدى الابتكار والفن الجمالي الذي قاموا بصنعه رغم قلة الموارد والاكتفاء بالموارد الطبيعية المتوفرة. هذا الابراز سيكون احد نتائجه تنمية حرفة السدو مما سيؤدي حتماً الازدهار الاقتصادي من خلال خلق فرص وظيفية لأبناء المنطقة وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ومما سيقلل ايضاً الاعتماد على المواد المستوردة من الخارج، وبهذا يتحقق اهم اهداف رؤية 2030 وهو التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
لا يفوتني في النهاية بالتقدم بجزيل الشكر والامتنان لأهالي منطقة الجوف لكرمهم المعهود وطيب الاستضافة، وجهودهم المتفانية في الحفاظ على تراث منطقتهم وصونها من الاندثار.
عام