يتداول البعض رسائل في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها حديث: (إذا طلع النجم رُفِعَت العاهةُ عن أهلِ كل بلدٍ) وعن تأثير نجم الثريا بزوال جائحة كورونا، ونجم الثريا يطلع في اليوم الثاني عشر من مايو يوافق ١٩ رمضان هذه السنة ، وينصرف البعض إلى هذا الكلام وينشرونه ويتباشرون بأن هذا الوباء الذي عمَّ الناسَ يزول حينئذ.
وفي هذا الصدد أوضح الشيخ محمد بن ابراهيم السبر إمام وخطيب جامع الأميرة موضي السديري بالرياض أن القول بأن طلوع نجم الثريا دال على ارتفاع الأوبئة عموما غير صحيح، فلا دليل عليه يشهد له، لا من أثر ولا نظر. والفرج ورفع البلاء بيد الله لا بطلوع نجم الثريا!.
وبين الشيخ السبر أن حديث : ” إذا طلع النجم ذا صباح رُفعت العاهة ” أو : ” إذا طلع النجم رُفعت العاهة عن أهل كل بلد” . منكر لا يصح عن النبي ﷺ .
وأن الحديث الوارد في هذا قوله ﷺ : ” لا تبتاعوا الثمار حتى يبدو صلاحها ” ، رواه مسلم ، وقال ابن عمر : « نهى رسول الله ﷺ عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة ». قلت: ومتى ذاك؟ قال: حتى تطلع الثريا. رواه البخاري.
فالعبرة في ذلك هو صلاح الثمر وليس مجرد طلوع الثُريا ، فلو طلع النجم والثمر لم ينضج ويبدو صلاحه لم يجز البيع .
وتعليق ذهاب عاهة الثمر بنجم الثريا؛ لأن طلوعه صيفا أصبح علامة على شدة الحر وبالتالي صلاح الثمر ، فإذا احمر الثمر واصفر؛ فقد أَمِنَ العاهةَ عادةً.
ومثل هذه الأوبئة والمصائب الكونية وتعليق حدوثها أو زوالها بالكواكب والنجوم قادح في كمال عقيدة المسلم، ففي أحاديث الكسوف قال ﷺ : هذه الآيات التي يُرسلُ اللهُ، لا تكون لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكن يُخوِّفُ الله بها عبادَه، فإذا رأيتم شيئًا مِن ذلك فافزَعوا إلى ذكره ودُعائه واستغفاره .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : والنّجوم ليس لها تأثيرٌ، وليس لها عملٌ، إنما هي زينة للسماء، ورجوم للشياطين، وعلامات يُهتدى بها، فليس لها تصرُّفٌ في شيءٍ” .
وبين السبر أن الواجب هو التوكل على الله والتعلق به ، مع فعل الأسباب المشروعة من التدابير والاحترازات والبقاء في البيوت واتباع التعليمات الصحية والأمنية ففيها الخير والسلامة لأن فعل الأسباب من تمام التوكل .
نسأل الله بمنّه ورحمته أن يكشف هذا البلاء ويصرفه عن بلادنا وبلاد المسلمين والناس أجمعين.
محليات