تعقد إدارة السجون في المملكة، ندوة علمية افتراضية (عن بُعد) تحت عنوان “التعافي المستدام” بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات2020م، بتنظيم “قويم” للتأهيل والرعاية المستمرّة، وبحضور علماء وأكاديميين ومتخصصين وممارسين في برامج مكافحة المخدرات، وذلك يوم السبت 27 يونيو 2020م، بمشاركة إدارة السجون، ووزارة الصحة، وإدارة مكافحة المخدرات، وبرنامج الحريّة بجمهورية مصر العربية، والجمعية الأمريكية “نايداك”.
وتسعى الندوة إلى تحقيق أربعة أهداف تتمثل في” نشر ثقافة وتوجهات اليوم العالمي لمكافحة المخدرات لدى المجتمع بشكل عام والمختصين والمهتمين بشكل خاص، والاطلاع على جهود مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية محليا وعالميا، كذلك تفعيل شعار اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، ومشاركة “قويم” كجهة متخصصة مع جهات عالمية ومحلية مهتمة بمشكلة المخدرات”.
وتتناول الندوة 5 محاور أساسيّة، وهي “الجهود المحلية في علاج وتأهيل مرض الإدمان والخطط المستقبلية، وتجربة إدارة السجون مع برامج التأهيل لمرضى الإدمان، أيضاً مريض الإدمان وبرامج العلاج والتأهيل أثناء فترة “جائحة كورونا”، بالإضافة إلى برامج علاجية ذات فاعلية في علاج وتأهيل مرضى الإدمان، وأخيراً التدريب والاعتمادات الدولية للعاملين في برامج علاج الإدمان”.
وتأتي هذه الندوة في ظل تفاقم تعاطي المخدرات باعتبارها مشكلة عالمية ومن أصعب التحديات التي تواجه العالم، وتحمل آثار سلبية واسعة النطاق على صحة الأفراد واستقرار الأسر وتركيبة المجتمعات المحلية والخارجية، وكذلك على أمن الدول وتنميتها واستدامتها، وهذا ما يعزز من ضرورة معالجة التحديات المتعلقة بالمخدرات، وتناول ما يتبعها من تعقيدات بصفتها أمر ذو أولوية لكل دول العالم.
بالإضافة إلى تأكيد دور المملكة العربية السعودية في مكافحة المخدرات والعناية بالمدمنين، وهي من أوائل الدول التي نظرت للإدمان كمرض في المقام الأول، وعززت المراكز التي تقدم التدخل العلاجي عبر الانتشار الواسع للعديد من المستشفيات والمراكز العلاجية سواء الحكومية أو الخاصة، وكذلك تستمر في تأدية أعمال جبارة للحد من انتشار وتفشي هذا الوباء الفتاك، وتنطلق الجهود من عدة محاور أساسية لمواجهة المخدرات، منها على سبيل المثال لا الحصر المحور الأمني للحد من دخول المخدرات، ومطاردة مروجيها، وسن القوانين التي من شأنها أن تساهم في التقليل من انتشار المخدرات، بالإضافة إلى التوعية والتثقيف الذي يُعتبر بُعداً له الأثر البالغ بين فئة الشباب، ثم المحور الأهم وهو العلاج والتأهيل لمرضى الإدمان من خلال البرامج العلاجية والوقائية الفعّالة.
وأوضح رئيس مجلس إدارة “قويم” عبدالعزيز المشعل، أن شركة قويم للتأهيل والرعاية لمرضى الإدمان تعدُّ رائدة في هذا المجال، إذ تعمل على البرامج العلاجية والتأهيلية منذ أكثر من 11 عاماً، بداية من خلال مجموعة رُشد للخدمات المجتمعية عام 2009م، ومن ثم تواصلت هذه الجهود لتكبر هذه البذرة وتكون مجموعة من المراكز المتخصصة للتأهيل، محققة خبرة فريدة في هذا المجال، بالإضافة لتشغيل مراكز إشراقة داخل سجون المملكة العربية السعودية، والشراكة مع وزارة الصحة على تشغيل منازل منتصف الطريق والذي بدأ فعليا بمنزل منتصف الطريق بمحافظة تبوك.
وأضاف المشعل أن العمل يأتي وفق مبدأ “الاستثمار الأخلاقي”، من خلال تهيئة العاملين في المنظومة سواء في الجانب الإداري أو الفني، وفي سبيل تحقيق رفع الوعي المجتمعي والتحذير من المخدرات وحماية الشباب من هذا الخطر، والعمل جنبا إلى جنب مع كل الجهات التي تسعى لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، موضحا أن ندوة “التعافي المستدام” تمثل خطوة ضمن مسيرة شركة قويم في العمل الجاد نحو تطوير قدراتها البشرية وحضورها المجتمعي بشكل مستمر في مجال التأهيل والعلاج، وكذلك العمل مع باقي قطاعات الدولة في تثقيف المجتمع بأن المدمن مريض يحتاج الدعم والمساعدة والعلاج من كافة شرائح المجتمع، وأن واجب الأسرة يأتي في مقدمة ما يمكنه مساعدة المدمن على العودة إلى حياته الطبيعية، وخاصة في ظل ما يعانيه الشباب اليوم من أزمة وتحديات تتطلب المساعدة ومد يد العون، وهذا ما نطمح للقيام به عبر كافة برامجنا ومن خلال ندوة “التعافي المستدام”.