الخميس ٩ ذي الحجة، يوم عرفة، يوم الأمنيات واستجابة الدعوات..بلغنا الله وإياكم فضله وشرفه، واكرمنا فيه بتحقيق الأماني واستجابة الدعاء لنحرر أنفسنا في هذا اليوم الفضيل من الأحقاد و الكراهية..
ذاكرتنا البشرية مثقلة بالكثير من الصور و الأحداث المؤلمة التي قد تسبب لنا الحقد والكراهية وقتل معاني الإنسانية, كما أكدت أبحاث عديدة ان هناك علاقة بين التسامح و صحة الإنسان، أكد مايكل بيري ان فقدان القدرة على العفو والتسامح هو في حد ذاته ظاهرة سلبية تؤثر سلبًا على صحة الانسان ..
تخطينا أحقادنا وتنظيف أفكارنا من جميع الأحقاد هو في حد ذاته عمل نبيل، التسامح رسالة إنسانية تؤثر ايجابيًا على الإنسان، التسامح مهارة، وسيلة للحفاظ على ما لديك من الإنسانية، أحد مفاتيح السعادة,, بطبيعتنا الذاتية نتغلب وننتصر و نتحرر بأدوات أهمها التسامح.. لا يتحرر الإنسان و هو غير قادر على العفو و التسامح من داخله، من الممكن ان يكون متمسكًا بالماضي و من الممكن ان يكون ندم، حزن، خوف، ذنب، غضب واحيانًا تكون رغبة للانتقام، اذا كنت متمسكًا بالماضي لا يمكنك ان تكون في الحاضر، حين تلوم شخصًا آخر أنت تضيع وقتك لأنك تضع مسؤولية مشاعرك على شخص آخر، لكل فعل ردة فعل قد تكون أفعال تحفز ردود أفعال غير مريحة ..
هناك فرق بين التسامح، العفو والتقبل..!! مسامحة شخص ما لا يعني ان نتقبل سلوكه، التسامح يحدث بين الشخص وعقله لا علاقة له بالشخص الآخر، أحيانًا يكون التسامح هو التخلي، سامح الشخص ثم تخلى عنه..!! يمكنك الإختيار بإن تفكر أفكارًا تشعرك بالراحة أم أفكارًا تشعرك بالمرارة والألم..
كن أنت التغير الذي تريد ان تراه في العالم .. جنوب أفريقيا لم تخرج من دائرة الصراعات الأهلية إلا بفضل التسامح التي انتهجها مانديلا …الإنسان القوي هو فقط من لدية صفة التسامح فلنسامح و ننسى ..