الكل يعرف صفات المسلم القوي ، و المؤمن القوي أحب الى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كلٍ خير ، والحياء ليس بضعف وقد تلبس به الأنبياء و الصالحون ، ومنهم موسى عليه السلام ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” لو كان أخى موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي ” ؟ .
ترى منهو هذا النبي العزم القوي الجلد ؟!
إنه من أولوا العزم الخمسة أنبياء الله (محمّد عليه الصّلاة والسّلام، ونوح، وموسى، وإبراهيم، وعيسى عليهم السلام ) ، وكليم الله ، وسنتحدث عن صفاته ” الموسوية” التي صاحبت حياته ، ومنها أنه رجل ابتلي فصبر ، ابتلي في الغنى و مصاحبة الأغنياء ، والعيش الرغيد في قصر فرعون ولكن لم ينسلخ عن قومه و الدفاع عنهم ، فترك القصور و رعى الغنم وسكن الدور ، و الجسم القوي فقد وكز رجلاً بيده فقضى عليه ، واستغفر الله فغفر له ، و في مدين استعمل قوته الجسدية لخدمة الفتاتين ولم يطلب أجراً أو يعمل فاحشة ، وهو في ريعان الشباب ، وفي الحياء ابتلاه الله في أمانة الطريق مع الفتاة فلم ينظر لجسدها ولا إلى مفاتنها عموماً فقد سار أمامها وهي تدله بالطريق ، وفي العلم و الحكمة ابتلاه الله بالاستعجال في الحكم و تقدير الأمور على ظاهرها مع قصة لقاءه بالخضر ، و تعلم منه الأناة والصبر ، وأن علم الله وحكمته بالغة لانعلمها حتى في الشرور من الأقدار !، فكم من شر نحسبه شراً و يأتي الخير من بعده ، وأقرأوا سورة الكهف ، وفي موسى عليه السلام مالايحصى من الصفات الحسنة و الأقوال المباركة ” رب لما أنزلت اليّ من خير فقير ” ييسر الزواج ويصلح الأحوال ويقضي الحوائج بإذن الله ، وابتلي بأقوام ضعفاء عند المال و جبناء عند اللقاء ، فخسف الله بقارون و جازى الله بني اسرائيل بالتيه أربعين سنة ، و ابتلى الله موسى عليه السلام بالنقباء ” الجواسيس أو العيون الذين أرسلهم ليعرفوا خبر وقوة الجبارين في أرض المقدس وقال لاتخبروا أحداً حتى تأتوني بخبر القوم ؟ “فخان” منهم عشرة وأخبروا قومهم بقوة القوم ونهارت عزائم بني اسرائيل وقالوا لموسى “فاذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ” وهذا جزء من صفات نبي الله موسى عليه السلام فقد كان قوياً محنكاً في الحرب و السلم
كتبه من عمق الكلمة
لافي هليل الرويلي
المشاهدات : 46356
التعليقات: 0