يشهد المجتمع التعليمي السعودي وبعض دول العالم في عام الدارسي الحالي 2020-2021 ثورة التعليم عن بعد لكل مراحل التعليم، وهذا التغير الضخم المفاجئ للمجتمع هو أحد أبرز نتائج إختلاف الحياة على كوكب الأض ليفصلنا عن مرحلة ماقبل كورونا!!
شئنا أم أبينا التغير سيمس جوانب كثيرة في الحياة والقاسم المشترك سيكون القيام بمهامنا اليومية المعتادة عن بعد. هذا التغير سيكتسح العالم وبالطبع سيكون هناك ضحيا ولا شك.
تم تجهيز البشرية لهذا التغير عن طريق الدخول الى عالم النت أولًا ؛ فأول من استخدمه الجيش ثم ترك لمجاميع البشرية ان تستعمله لأجل اللهو كثيرا ونشر العلم قليلا وبدأ على استحياء العمل عن بعد من عشر سنوات من دخوله لحياتنا، وطبعا كان الرواد في هذا المجال هم الشركات التي كانت رائدة في المجال الرقمي مثل شركة قوقل من اكثر من سبع سنوات سمحت لموظفيها أن يعملوا عن بعد.
لاحظوا التغيير الذي سيحصل تبعا للعمل عن بعد؛ أول تغير سيكون تأثيره على الأسرة هو تخصيص مساحات في المنزل للعمل وللدراسة، لا بد تابعتم أن المعلمات بدأن يشتكين من انتشار مقاطع لطالبات يتابعن دروسهن وهن في الصالة مع الأهل يشربون القهوة! وأخريات لا يردن أحد من الرجال يسمع أصواتهن. أنا شخصيا استمعت باستمتاع تام لدرسين كاملين مع الوالدة – حفظها الله وحفظ كل أمهاتنا ورحم من مات من والدينا- وهي في درس التحفيظ عن بعد، اتابعها حتى أساعدها بالدخول للفصل الإلكتروني وأكون بجنبها لأحل أي أشكال طارئ ، وهو أمر اقوم به وأنا مبتسمة جدا خاصة أني كنت أحصل على لوم كثير بسبب استغراقي في الجوال بسبب العمل ورب ضارة نافعة.
وهنا أشير الى مسألة قد ترى بعض المعلمات الفاضلات تحرجهن من سماع صوتها من قبل الرجال، هذا تغير قسري مفاجئ ويحتاج الى لفتة دينية ورأي شرعي مطمئن لقلوبهن.
يالله كم من مرة باغتنا التقنية بأمور كانت خلافية ثم سار الركب وثبت التغير، مثل تحريم العلماء لجولات الكاميرا مثلا ثم انتشرت ووجدنا صور العلماء تنتشر فيها! .. أنا هنا فقط اسجل جانب انساني بسيط لكنه مهم لقطاع المعلمات التي من واجبنا شكرهن بكل قوة لعظم دورهن.
ومقال واحد حتما لا يكفي لتغطية الموضوع وللحديث بقية.
بقلم أ. راوية ناجي