أين رحلت يا سيد سمسم ،لقد إشتقنا لأيامك الخوالي التي لطالما تراقصت بنا على أوتار الإنتشاء والسعادة والأفراح.
في تلكم الأيام بالذات، كان هنالك ما يسمى بالأفلام والمسلسات الكرتونية الهادفة فعلًا ،في تلك الفترة بالذات ،كنّا ننهل من فيض العلم وواسع المعرفة ولكن بطريقة مختلفة،بالطريقة التي كنّا نستمتع فيها بالتعليم وغرس القِيم والأخلاق.
في ذلكم الحين قفزة المسلسلات والأفلام الكرتونية المدبلجة العربية قفزةً نوعية ،لا أنسى عودة إخوتي بعد يومٍ دراسيٍ طويل ومشاهدتنا سويًا-إخوتي وأنا- لمسلسل قرانديزر ،ومن ثَمَّ فلونا وكذلك هايدي والقصة الحزينة والمأساوية سالي ،تلك الطفلة الهندية التي لطالما تعرضت لمضايقات الآنسة منشن، وكذلك بائعة الكبريت وغيرها الكثير والمثير من الأفلام والمسلسلات الكرتونية والعربية المفيدة والمُربية كذلك.
لقد كانت مربيةً بشكل حقيقي للأطفال ،وأحيانًا حتى للكِبار حينما كنّا نتمنى أن نكون شجعانًا بالقدر الموازي لشجاعة عدنان الذي يدافع عن المظلومين ويساعدهم بكل قوة وشموخ .
وحينما كانت فتياتنا يغبطن سالي ،على حِلمها ورِقة قلبها الشديدة لدرجة العفو عند المقدرة ،من كان يتصور أن سالي ستعفو عن الآنسة منشن التي لطالما عرضتها للتعذيب وممارسة أشنع وأقسى المعاملات معها.
وحينما كنّا نتعلم الآداب السلوكية والخلق الرفيع من تربية والد ووالدة فلونا لأبنائهم .
في ذلك الحين حرفيًا كان الوالد يضع أطفاله في أيدٍ أمينة فعلًا .
أما أفلام ومسلسلات، كرتون اليوم فحدّث ولا حرج كل العزاء لأبناء هذا الجيل الذين لا أعتقد بأنهم سيحصلون على مثل ما حصلنا عليه ،من كان يتصور أننا سنصل في يوم من الأيام إلى درجة إنتقاء الجيد من السيء من أفلام ومسلسلات الكرتون.
ولكن أقول: بلسان كل أبٍ حريص على تربية أبناءه ،لرواد برامج الأطفال التلفزيونية “اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرًا منها”.