تعيش المملكة العربية السعودية في ظل السنوات الأخيرة نقلات نوعية في مختلف المجالات والأصعدة؛ تحقيقًا لما تطمح له القيادة الرشيدة من تطورات ونقلات تنموية واقتصادية واجتماعية كبيرة، وفق خطط مدروسة وآليات مرسومة متمثلة في المشروع الوطني الكبير، والرؤية الواعدة الطموحة، رؤية المملكة 2030.
وتشهد المنظومة العدلية اليوم تطورًا ملحوظًا في جودة الخدمات التي تقدمها للمواطن والمجتمع؛ حيث قفزت المملكة خلال عامين 13 مرتبة في مؤشر إنفاذ العقود ومؤشر تسجيل الملكية، كما أنها الأولى في العالم فيما يخص تكاليف تسجيل الملكية العقارية والتي تقدمها وزراة العدل خدمةً مجانية من قبل جميع كتابات العدل.
وللوصول إلى تلك الغايات الوطنية؛ تم إعداد برنامج التحول الوطني 2020 والذي جاء بحزمة من المبادرات الهادفة إلى تحقيق التميز في الأداء الحكومي السعودي، وتعزيز الممكنات الاقتصادية، والارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية للمواطنين؛ وذلك من خلال تسريع وتيرة تنفيذ مشاريع البنية التحتية الأساسية والرقمية، وإشراك المستفيدين في التعرف على التحديات وابتكار الحلول، ومساهمتهم في التنفيذ.
ويسعى مركز الإسناد والتصفية «إنفاذ» بصفته أحد مبادرات برنامج التحول الوطني 2020، إلى تحقيق الأهداف التنموية الوطنية من خلال تكامله مع المنظومة العدلية بهدف حفظ قيم الأصول، وتسريع استيفاء المستفيدين لحقوقهم، وبناء ثقة اجتماعية عالية بكفاءة الأمن المالي، بالإضافة إلى المساهمة في تنمية القطاع الخاص وقطاع الأعمال، وتوفير فرص وظيفية متنوعة، ورفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي، كما يسهم إنفاذ في استمرارية الخدمات العامة والأساسية والأنشطة ذات الأهمية الاجتماعية للارتقاء بمستوى الخدمات العدلية والقانونية المقدمة للمستفيدين من مواطنين ومقيمين، بالإضافة إلى تحقيق التميز في الأداء الحكومي من خلال إعانة الجهات الحكومية على رفع كفاءة الإنفاق المالي واستغلال مواردها المهملة، عن طريق تصفيتها أو من خلال تقديم الاستشارة المثلى فيما يختص به إنفاذ.
يتطلع إنفاذ -في ظل الرعاية الرشيدة- أن يكون جزءًا من مسيرة الوطن نحو العطاء والنماء وبناء اقتصاد ومجتمع ووطن متين، من خلال دوره في الإشراف الفنيّ على أعمال التصفية والبيع في المملكة العربية السعودية، وحرصه على تحسين خدمات القطاع الخاص والجهات الحكومية ورفع كفاءتها التشغيلية واللوجستية وتطوير بنيتها التحتية وتأهيل كوادرها الوطنية، والعمل على تطوير الأنظمة وتبسيط الإجراءات واستغلال مقوماتها في مشروعات استثمارية وتنموية، ساعيًا لتحقيق إنجازات وطنية كبيرة، لنشهد في السنوات المقبلة نجاحات وطنية مستمرة، وإنجازاتٍ الدائمة، ومستقبل مشرق مليء بالنماء والعطاء والعدالة.
سائلين الله أن يحفظ هذه البلاد، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار وأن يبارك لها ويزيدها نموًا وعطاءً وازدهار.