المعلم إنسان عظيم بذل جهداً في التعلم ومنظومته، من خلال المعلومات والمعارف أو السلوكيات والممارسة أو المهارات والتنمية، واكتسب خبرات ممن علموه وصاغوه في تعليمه وتنميته وجعله أنموذجاً في وطنه وأمته، يبني جيلاً ويخرج قادة ويصنعُ أمة، بصمته وأثره وقيمه وطرقه؛ كل ذلك وغيره سجل حافل وفضاء رحب وأرض وخضرة وسماء وعطاء لمن خلفه اقتداءً ومهنية،
ويبقى المعلم نفسه هو ليس يوماً أو سنة أو دهراً أو حقبةً؛ بل حياة وسعادة لا انتهاء لها إلا بفنائه، ويبقى بحجم استمرار التعليم والتربية التي على عاتقه واجباً وفرضاً لكل أثر يبثه في جيله، فتتناقله الأجيال لمن بعدها، وهنا يكمن معنى أن المعلم حياة، فهو إرث وترِكة لايمكن أن يقف إلا بوقوف الحياة وزوالها، فأنعم بالمعلم بصمة وأثراً، وقيمة وفكراً، وقلماً وحبراً، وحروفاً ونثراً، وسلوكاً وعبراً، وبسيطاً وكُثْراً، وإسهاباً ونثراً، ورِقّةً وشعراً، وبوحاً ودرراً، وألقاً وقمراً، ووهجاً ونوراً، كل ذلك وأكثر منه نافذة من نوافذه، وورقة من كتابه، وسطراً من دفتره، فكيف لو دلفت بابه، ووقفت في جنابه، واستمتعت بنبضه وصوابه، وعشت قصصه، جدةً ودعابةً؛ لكنت أمة بأمة، ووطناً ونسمة، وحناناً ورحمة، ويكفينا شرفاً؛ أنها مهمة الأنبياء والرسل، فهل بعد ذلك من شرف أو فخر، أو كسب أو نصر..
فالمعلم زارع للأمم والأجيال والمسارات،
والمعلم بانٍ للتنمية والأرواح والحضارات،
والمعلم نموذج الأدب والأخلاق والمهارات،
فأنعم وأكرم بالمعلم هامةً،
وأنعم وأكرم بالمعلم شامةً،
إنه المعلم…
وكفاني به فخراً..
كتبه معلم الرياضيات
أ. حسين علي العثاثي
٥ أكتوبر ٢٠٢٠ م
بمناسبة يوم المعلم